لبنان يترقّب وصول 600 ألف جرعة من لقاح الكوليرا خلال أسبوعين

26 أكتوبر 2022
في المستشفى الميداني المستحدث لإصابات الكوليرا شماليّ لبنان (إبراهيم شلهوب/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن وزير الصحة العامة اللبناني فراس الأبيض، أنّ لبنان تلقّى رداً إيجابياً بالموافقة على طلبه توفير لقاحات مضادة للكوليرا من مجموعة التنسيق الدولية لتوفير اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وبحسب مصادر وزارة الصحة العامة، فإنّ الأولوية في عملية التحصين ستكون للعاملين في القطاع الصحي ثمّ للأشخاص الموجودين في أماكن مكتظة مغلقة مثل السجون. ويُعمَل حالياً على خطة وطنية لنشر لقاح الكوليرا، سيُعلَن عنها فور الانتهاء من تجهيزها، في القريب العاجل.

وقال الأبيض في مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء في مقرّ وزارة الصحة العامة في بيروت، إنّه سيُصار إلى توفير 600 ألف جرعة لقاح لمساعدة لبنان على الحدّ من انتشار وباء الكوليرا على أراضيه، على أن تُسلَّم الكمية المعلن عنها في خلال أسبوعَين، بحسب التقديرات.

وأوضح وزير الصحة العامة أنّه بحسب برنامج الترصّد الوبائي في وزارة الصحة العامة، ثمّة 305 إصابات مثبتة و11 وفاة منذ تسجيل الإصابة الأولى بالكوليرا في البلاد، في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لافتاً إلى أنّ عدد المرضى في المستشفيات يفوق السبعين، وأنّ ثمّة سعياً من قبل الوزارة لزيادة عدد الأسرّة في المؤسسات الاستشفائية. أضاف الأبيض أنّ ثمّة ستّة مستشفيات حكومية تعمل للإحاطة بوباء الكوليرا في البقاع (شرق) والشمال وبعبدا (وسط)، وثمّة تحضيرات لزيادة عددها، خصوصاً إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وكانت وزارة الصحة العامة قد أعلنت، أمس الثلاثاء، البدء بالعمل في مستشفى ميداني للكوليرا في مركز الإيمان الطبي في ببنين - عكار، شمالي البلاد، موضحة أنّه جُهّز بعشرين سريراً مع المستلزمات الطبية كافة من أدوية وأمصال تكفي لعلاج أكثر من 500 مريض. كذلك، زُوّد الطاقم الطبي بكميات وافرة من مستلزمات الحماية الشخصية ومواد التعقيم، لحمايتهم من التقاط العدوى من المرضى. ويُذكر أنّ فريقاً من مسعفي جمعية الصليب الأحمر اللبناني ومن جمعيات أهلية مستعدّ ومُدرَّب لنقل المرضى من المستشفى الميداني إلى أقرب مستشفى في المنطقة عند الضرورة. بالإضافة إلى ذلك، زُوّد المستشفى الميداني بكميات كافية من مادة المازوت ليحظى بتغذية بالتيار الكهربائي على مدار الساعة.

من جهتها، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بياناً أعلنت فيه أنّه "مع تأثّر إدارة المياه والنظام الصحي بالأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي ضربت البلاد إضافةً إلى الانقطاع المستمرّ في التيار الكهربائي على الأراضي اللبنانية كافة، أصبح اليوم ضرورياً اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء المرض الذي يهدد حياة الأطفال والأسر الأكثر ضعفاً". أضافت المنظمة أنّه "منذ لحظة إعلان تفشّي الكوليرا، وسّعت يونيسف نطاق استجابتها عبر المساعدة في تأمين المياه الآمنة وإدارة الصرف الصحي وتعزيز النظافة الشخصية من خلال دعم مؤسسات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ونقل كميات إضافية من المياه بالشاحنات لمخيمات اللاجئين السوريين وتكثيف أنشطة شفط الحفر الصحيّة فيها".

وأشارت "يونيسف" إلى أنّه "نظراً إلى انقطاع الكهرباء في البلاد، قامت يونيسف حتى الآن بتأمين كمية طارئة من الفيول، تزيد على 100 ألف لتر، إلى محطات معالجة ورفع مياه الصرف الصحي ومحطات ضخ المياه الرئيسية لضمان فعالية عمل الأنظمة وتأمين المياه النظيفة والآمنة لكافة المجتمعات في لبنان. كما تمّ، خلال الأسبوعين الماضيين، توفير أكثر من 15 طناً مترياً من الكلور لجميع مؤسسات المياه وتوزيع أكثر من 4,900 مجموعة نظافة شخصية وتعقيم للمجتمعات الأكثر ضعفاً".

كذلك، عمدت "يونيسف" إلى شراء المستلزمات الطبية الطارئة وتوزيعها على المستشفيات التي خُصّصت لإدارة حالات الكوليرا، بما في ذلك 150 ألف مغلف من أملاح الإماهة الفموية (ORS) لمعالجة تجفاف الجسم، و40 مجموعة علاج طبيّة تساعد في علاج 5000 حالة من الكوليرا وحالات الإسهال المتوسّط إلى الشديد. 

وفي هذا الإطار، قال ممثل "يونيسف" في لبنان إدوارد بيجبيدر، إنّ "الكوليرا مرض ينتقل عبر المياه، ولا يمكننا مكافحته إلا بالمياه النظيفة ومرافق المياه والصرف الصحي الموثوقة، بالإضافة إلى ممارسات النظافة الجيدة". وأضاف: "لقد حذّرت يونيسف لأكثر من عام من الانهيار الحتمي للبنية التحتية للمياه، لأنّ نقص الكهرباء يجعل من المستحيل ضخّ كمّية كافية وضرورية من المياه الآمنة وبالتالي تعريض صحة الملايين من الناس، خصوصاً الأطفال، للخطر".

وشدّد بيجبيدر على أنّه "يجب اتّخاذ تدابير ملموسة لمنع انتشار حالات الكوليرا في لبنان بدءاً من التشغيل الدائم والمستمرّ لمحطات ضخّ المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي. وعليه، تبذل يونيسف كلّ جهد ممكن لدعم الحكومة في ضمان حماية الأطفال وأسرهم من خطر الكوليرا".

وتجدر الإشارة إلى أنّ منظمة يونيسف وجّهت عند ظهور الأزمة الصحية الأخيرة "نداءً أولياً للاستجابة الخاصة بالكوليرا بقيمة 29 مليون دولار أميركي، وما زال هذا النداء غير مموّل حتّى الساعة".

المساهمون