لبنان: أطفال مخيم عين الحلوة يتضامنون مع أطفال غزة

14 نوفمبر 2023
لا يريد أطفال مدارس عين الحلوة أن يتأذى أي من أقرانهم في غزة (العربي الجديد)
+ الخط -

يزداد يوماً بعد يوم إمعان العدو الصهيوني في قتل المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، إذ لم توفر عمليات القصف الكثيف والغارات العنيفة التي تنفذها طائراته البيوت الآمنة والمدارس والمستشفيات والكنائس والجوامع، وحتى بعض الطرقات التي يفترض أن تكون آمنة للمرور. ويتابع أطفال مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بحزن كبير هذه المشاهد يومياً على شاشات التلفزيون.
تقول الطفلة في صف الروضة الثاني أسيل محمد السيد، المتحدرة من عرب غوير أبو شوشة وتقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "عندما أعود من المدرسة أتناول طعامي وأشاهد التلفزيون مع أهلي، وأرى الأطفال الصغار يموتون ويقتلهم الصهاينة بالسلاح. عندما أكبر في السن سأذهب إلى غزة لأحارب الصهاينة الذين يقتلون الأطفال بالقنابل والصواريخ التي يلقونها عليهم. عندما أرى الأطفال يقتلون أحزن، وأبكي، فهم يجب أن يذهبوا إلى المدرسة كي يتعلموا ويلعبوا مع أصحابهم. يجب أن يأكلوا ويشربوا مثل الجميع، وأن يعيشوا بأمان".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ويقول الطفل في الصف السادس الأساسي خالد محمد خطيب الذي يقيم في مخيم عين الحلوة: "أشعر بحزن عميق عندما أشاهد ما يحصل في غزة على شاشة التلفزيون، فأنا أرى أطفالاً يموتون بطريقة مخيفة، وأشعر بالشفقة عليهم. يؤلمني قلبي عندما أراهم، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً لهم. أنا محتار لا أعلم ماذا أستطيع أن أفعل، وأفكر عندما أرى هذه المشاهد أن أذهب إلى الحدود مع شمال فلسطين في جنوب لبنان كي أحارب مع المقاومة، وأحمي أطفال غزة الذين يقتلون من دون رحمة. ويسأل: "ماذا فعل أولئك الأطفال كي يقتلوا بهذه الطريقة البشعة؟".
وعن دعمه للأطفال، يقول محمد: "شاركت مع أهلي في مسيرة نددت بالعدوان الإسرائيلي على غزة وقتل الأطفال، كما أدعو لهم في صلاتي عندما أذهب إلى المسجد".
من جهته، يقول الطفل هيثم الجشي، المتحدر من سحماتا بقضاء عكا في فلسطين، ويقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "عندما أعود من المدرسة إلى البيت أتناول طعامي، وأقضي وقتي أمام شاشة التلفزيون، أشاهد الأخبار وما يحصل في غزة. أرى كيف يقتل العدو الصهيوني الأطفال، وأنتظر أن أسمع خبر وقف الحرب وانتهاء قتل الأطفال في غزة، وقصف المستشفيات والمدارس والمباني التي يسكنها أشخاص آمنون في بيوتهم. وعندما أرى هذه المشاهد أحزن وأبكي على الأطفال الذين يقتلون، وأفكر بإمكان أن يأتوا إلى عين الحلوة كي يحتموا ويكون عندهم بيوت في لبنان. وأنا أطالب كل المؤسسات بالعمل لوقف الحرب وحماية الأطفال".

تتمزق قلوبهم على الأطفال المشردين والقتلى في غزة (العربي الجديد)
قلوبهم مع الأطفال المشردين والقتلى في غزة (العربي الجديد)

ويقول الطفل في الصف السابع الأساسي أحمد خالد رويس الذي يقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "أنا مهتم جداً بالأخبار لأن العدو الصهيوني يدمر البيوت ويقتل الأطفال والنساء في غزة، وأنا أتابع الأخبار كي أطمئن على أخوتنا في غزة". يتابع: "يحترق قلبي مع أهلي لمشاهد التدمير والقتل على شاشة التلفزيون، وأنا أتمنى أن أذهب إلى جنوب لبنان، وأحارب بكل قوة وشجاعة لتحرير فلسطين. أريد أن أضحي من أجل الأطفال، وأدافع عنهم حتى لا يتأذى أي طفل منهم، وطبعاً أواصل الدعاء لهم. في الحقيقة أشعر بخجل أمام أولئك الأطفال الذين يقتلون وينزحون ويقضون أيامهم بالجوع والعطش، فأطفال غزة محرومون حتى من شرب نقطة ماء في حين نعيش بأمان مع أهلنا في بيوتنا، نأكل ونشرب ونلعب في حين يعيش أطفال غزة تحت القصف في انتظار الموت في أي لحظة. أطالب بوقف الحرب، حتى يعيش أطفال غزة مثل بقية أطفال العالم".

وتقول الطفلة في الصف السادس الأساسي نادين الحاج التي تقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد: "لا أفعل شيئاً عندما أعود من المدرسة وأنتهي من دروسي غير مشاهدة التلفزيون لأنني أنتظر في كل يوم أن يصدر بيان يعلن وقف الحرب الشرسة في غزة. عندما أرى الأطفال مشردين وقتلى أشعر بأن قلبي سيتمزق في حين لا أستطيع أن أساعدهم، وأتمنى في كل لحظة أن أكون معهم وأدافع عنهم. لا يجب أن يتأذى الأطفال، بل أن يذهبوا إلى المدرسة ويلعبوا ويعيشوا بأمان وهدوء في بيوتهم وليس في الشوارع كما يحصل حالياً بسبب ظروف الحرب. وأنا أدعو جمعيات حقوق الطفل إلى التحرك من أجل أطفال غزة الذين يقتلون بطريقة همجية ويجوعون ويعطشون، وليس عندهم مكان آمن للجوء إليه والاحتماء، والحصول على أمان واستقرار في ظل ظروف حياة ملائمة على صعيد الخدمات".

المساهمون