لا لقاحات للاجئين الأفغان في باكستان

28 مايو 2021
يعاني اللاجئون وسط أزمة كورونا (رجب بيليك/الأناضول)
+ الخط -

 

يعيش في باكستان نحو مليونَين ونصف مليون لاجئ أفغاني، منهم مليون ونصف المليون مسجّلون لدى الحكومة الباكستانية والمفوضية السامية للأمم لشؤون اللاجئين ومليون غير مسجّلين، أي أنّهم لا يحملون بطاقة لاجئ ويعيشون بطريقة غير شرعية في باكستان. وهؤلاء غير المسجّلين محرومون من كلّ الحقوق فيما تلاحقهم الشرطة بين الحين والآخر، أمّا المسجّلون فهم ينتفعون من بعض الحقوق كالتعليم والصحة وغيرهما، أو هم على أقلّ تقدير في مأمن من ملاحقات الشرطة والأمن. لكنّهم جميعاً يعانون اليوم بسبب أزمة كورونا، وهم محرومون من اللقاحات المضادة لكوفيد-19.

وكانت الحكومة الباكستانية قد اتّخذت قراراً بمنح اللقاح حالياً، للأفغان الذين دخلوا إلى باكستان بجوازات سفر مع تأشيرات، وهم عادة لا يسكنون في باكستان بل يقصدونها مؤقتاً لإنجاز أمور معيّنة ثمّ يرحلون. وهؤلاء بأكثرهم يقصدون باكستان لتلقي العلاج، إلى جانب الطلاب الذين يدخلون إلى البلاد بمنح دراسية لكنّ عددهم قليل جداً، بالتالي فإنّ هؤلاء فعلياً زائرون وليسوا لاجئين.

وأفادت وزارة الصحة المحلية في إقليم خيبر بختونخوا، شمال غربي باكستان، حيث يعيش اللاجئون الأفغان بمعظمهم، في بيان، بأنّ الحكومة قررت في الوقت الراهن تحصين الأفغان الذين دخلوا إلى باكستان بجوازات سفر وبتأشيرات الدخول، إذ يمكن تسجيلهم. لكنّها لم تتّخذ قراراً حتى الآن حول تحصين اللاجئين الأفغان الذين يعيشون بالبطاقات هنا، موضحة أنّ الأمر يتعلق بالحكومة المركزية وهي التي تقرّر ما يُطبَّق مع هؤلاء. يُذكر أنّه في وقت سابق، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في باكستان، أنّ الحكومة الباكستانية قرّرت في شهر إبريل/ نيسان الماضي، تحصين اللاجئين الأفغان الذين يحملون بطاقات لجوء، وأنّ مركز مراقبة وباء كورونا الوطني قد أبلغها بأنّه يعمل من أجل ذلك، وسوف يتمّ ذلك بموازاة عملية تحصين الباكستانيين.

من جهتهم، يشكو اللاجئون الأفغان من حرمانهم حتى الآن من اللقاحات المضادة لكوفيد-19. ويقول حميد الله وهو طالب جامعي أفغاني في باكستان لـ"العربي الجديد": "نحن محرومون من التحصين ولا تتوفّر أيّ آلية من أجل تحصين الأفغان حتى الساعة". ولا يلوم حميد الله وكذلك لاجئون أفغان الحكومة الباكستانية ولا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بقدر ما يلومون سفارة أفغانسان لدى باكستان وقنصليتها في مدينة بيشاور (شمال غرب). ويؤكد حميد الله أنّ "السفارة والقنصلية الأفغانيّتَين لم تحرّكا ساكناً إزاء القضية". أمّا عطاء الله خان وهو من اللاجئين وتاجر في مدينة بيشاور، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "المعضلة الأساسية هي في أنّ اللاجئين مهمّشون من قبل الحكومة الباكستانية كما من قبل الحكومة الأفغانية، وهم أصلاً ليسوا مدرجين من ضمن الآلية والبرامج المتبّعة في باكستان من أجل التحصين ضدّ كوفيد-19".

لكنّ القنصلية الأفغانية تؤكد أنّها والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين تجريان مباحثات مع الحكومة الباكستانية من أجل تحصين اللاجئين الأفغان، مشدّدة على ضرورة منح هؤلاء اللقاحات اللازمة، خصوصاً أنّ ثمّة أشخاصاً منهم يعيشون في أجواء غير مناسبة وفي أحياء ومخيّمات تصعب فيها الوقاية من الوباء.

في سياق متصل، يؤكد الطبيب المتخصص في الأمراض الصدرية حبيب الله لـ"العربي الجديد" أنّ "الأفغان معرّضون أكثر من المواطنين الباكستانيين للأمراض المعدية إذ إنّهم يعيشون في مخيمات لجوء وفي أجواء لا تراعي إجراءات الوقاية. بالتالي، كان من المفترض تحصينهم أوّلاً". بالنسبة إليه، فإنّ هؤلاء "قد يتسبّبون كذلك في تفشّي الوباء، لا سيّما الذين يعيشون في الأحياء والمخيمات القريبة من مناطق الباكستانيين السكنية".

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة الباكستانية قرّرت منذ منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي إغلاق الحدود مع أفغانستان، فلا يُسمح للأفغان بعبورها. وهو ما جعل لاجئين كثيرين عالقين في أفغانستان، إذ لم يُسمح لهم بالعودة. من هؤلاء نور أحمد الذي قصد أفغانستان لحضور جنازة أحد أقاربه، لكنّ الحدود أُغلقت، وبات قلقاً جداً على أهله وأسرته. ويقول لـ"العربي الجديد" "إنّ "الحياة في باكستان صارت صعبة لنا من كلّ النواحي. فنحن محرومون من كلّ شيء هناك، لكنّنا باقون فقط بسبب الأمن المفقود في بلادنا".

المساهمون