أكّد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الإثنين، أنّه لا حلول جدّية بشأن قضية الأسرى المضربين عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداريّ وعددهم ستة أسرى، حيث يواجهون أوضاعاً صحيةً صعبةً، ويواصل الاحتلال تعنّته ورفضه الاستجابة لمطالبهم.
وأوضح نادي الأسير، في بيان صحافي، أن القلق على مصيرهم يتصاعد، فالأسير كايد الفسفوس يواصل إضرابه منذ أكثر من شهرين، وكذلك الأسير مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ (61) يوما.
وإلى جانبهما، يواصل الأسرى علاء الأعرج من طولكرم إضرابه عن الطعام منذ (43) يوماً، وهشام أبو هواش منذ (35) يوما، ورايق بشارات منذ (30) يوما، وشادي أبو عكر منذ (27) يوما.
يُذكر أن كافة الأسرى المضربين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات رهن الاعتقال، وكانت غالبية سنوات اعتقالهم إداريّا.
وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم، وطالب بضرورة التحرك الفوري لحسم قضيتهم وإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان.
يشار إلى أن الأسير كايد الفسفوس (32 عاما)، من دورا/ الخليل، هو أسير سابق اعتُقل عدة مرات، وكان آخر اعتقالاته في شهر يوليو/تموز 2020 وهو متزوج وأب لطفلة اسمها (جوان)، وله ثلاثة أشقاء آخرون رهن الاعتقال وهم: أكرم، ومحمود وحافظ، خاض إضرابا عن الطعام عام 2019، قبل اعتقاله كان يعمل موظفا في بلدية مدينة دورا، واستأنف دراسته مؤخرا في جامعة الخليل والتحق بدراسة علم الحاسوب بعد سنوات خلالها تعثرت دراسته بسبب الاعتقالات المتكررة.
أما الأسير مقداد القواسمة (24 عاما) من الخليل، معتقل منذ شهر يناير/كانون الثاني العام الجاري، أسير سابق تعرّض للاعتقال عدة مرات، وأمضى نحو أربعة أعوام بين أحكام واعتقال إداري، حيث بدأت مواجهته لعمليات الاعتقال منذ عام 2015. والأسير القواسمة طالب جامعي.
بينما الأسير علاء الأعرج (34 عامًا) من طولكرم وهو مهندس مدني، تعرّض للاعتقال عدة مرات منذ عام 2013، من بينها اعتقالات إداريّة، ووصل مجموع سنوات اعتقاله بشكل متفرق أكثر من خمس سنوات، وخلال فترات اعتقاله السابقة فقد والده، كما أن طفله الوحيد أبصر النور وهو رهن الاعتقال، وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله في 30 يونيو/حزيران 2021، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداريّ لمدة 6 شهور.
والأسير هشام إسماعيل أبو هواش (39 عاما) من دورا/ الخليل، معتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، وصدر بحقّه أمري اعتقال إداري مدته 6 أشهر، هو أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال.
أما الأسير رايق صادق بشارات (44 عاما) من طوباس، فهو أسير سابق بُترت يداه عام 2002، واستشهدت زوجته، وأصيب نجله، وتعرض للمطاردة واعتقل عام 2003، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 9 سنوات، وأفرج عنه عام 2012. وفي الـ23 يوليو/تموز 2021، أعاد الاحتلال اعتقاله إداريّا، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداري لمدة ثلاثة شهور، علمًا أنّه يعاني من مشاكل صحية عديدة.
والأسير شادي أبو عكر (37 عاما) من مخيم عايدة، هو أسير سابق، أعاد الاحتلال اعتقاله في شهر أكتوبر 2020، متزوج وأب لطفلين، أمضى سابقًا عشر سنوات بشكل متواصل، وأفرج عنه عام 2012، ولاحقا أعاد الاحتلال اعتقاله ثلاث مرات إداريّا.
تلويح بالتصعيد
وفي سياق متصل، أكدت مؤسسات عاملة في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أن استمرار إجراءات الاحتلال التعسفية ضد الأسرى في سجن عوفر من ناحية، وضد أسرى حركة الجهاد الإسلامي في باقي سجون الاحتلال من ناحية أخرى، والتي فرضت بعد عملية هروب 6 أسرى من سجن جلبوع؛ قد تؤدي إلى مزيد من التوتر في السجون والتصعيد وصولاً إلى خطوات إضراب عن الطعام قد تبدأ في سجن عوفر، حيث يلوّح الأسرى فيه ببدء الإضراب، وهو ما قد يمتد إلى سجون أخرى.
استمرار إجراءات الاحتلال التعسفية ضد الأسرى في سجن عوفر
وطالبت شخصيات سياسية، خلال اعتصام نظمته مؤسسات الأسرى والقوى والفصائل الفلسطينية أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله وسط الضفة الغربية؛ بتفعيل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسرى، خاصة ما يتعلق بالأسرى الستة الذين استطاعوا الخروج من سجن جلبوع وأعاد الاحتلال اعتقالهم، فيما طالب أهالي أسرى مضربين عن الطعام بإنقاذ حياتهم.
وأوضح مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، حلمي الأعرج، في حديث مع "العربي الجديد"، أن إدارة سجون الاحتلال تراجعت عن إجراءات عقابية غير مسبوقة بحق الحركة الأسيرة، بعد نجاح الأسرى الستة في الهرب من سجن جلبوع، مؤكداً أن ذلك التراجع كان بسبب وحدة الفلسطينيين والتفافهم خلف الأسرى، ما أدى إلى ضغط من الأسرى والشعب الفلسطيني، لكن سلطات الاحتلال لم تلتزم بذلك في سجن عوفر ومارست التضييق على الأسرى فيه.
وأكد الأعرج أن إدارة سجن عوفر مارست تضييق الخناق على الأسرى، وهو ما دفع إلى اتخاذ إجراءات نضالية، أحدها التلويح بالإضراب عن الطعام، مشيراً إلى أن هذا الإضراب في حال تم ستنضم إليه باقي السجون، لأن حالة من الغليان تسود سجون الاحتلال.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد": "إن النادي وصلته معلومات أولية من أسرى سجن عوفر الإسرائيلي المقام غرب رام الله بأن إدارة السجون تراجعت عن رفع العقوبات والإجراءات عنهم، وهو ما يستدعي مزيداً من التدقيق، إن كانت إجراءات متعلقة بمصلحة سجون الاحتلال أم بإدارة سجن عوفر وهل سيتم التراجع عنها؟".
وحول باقي السجون، قال فارس: "إن واقع السجون قبل عملية نفق الحرية وقبل تاريخ 6 سبتمبر/أيلول الجاري، كان صعباً، وكان الأسرى يتحدثون عن خطوات تصعيدية"، مشيراً إلى أن الإجراءات حالياً تتركز بشكل أساسي ضد أسرى حركة الجهاد الإسلامي، حيث تمت بعثرة حوالي مائة أسير في العديد من السجون في الزنازين والتحقيق، إضافة إلى توزيع أسرى الحركة على غرف التنظيمات الأخرى، بهدف تقويض التنظيم في السجون.
وأكد فارس أن تلك الإجراءات هي ما تبقى من تبعات نفق الحرية، وقد انتهت فترة الأعياد اليهودية، ما يعني أن الأمور مرشحة للتطور إلى الأفضل أو الأسوأ، بحسب ما يقرر الاحتلال، وأن تطورها إلى الأسوأ سيعني اتخاذ الأسرى مزيدا من الإجراءات الاحتجاجية والإضرابات.
وكان نادي الأسير أعلن، أمس، عن تسليم الأسرى قائمة بأسماء مائة أسير ينوون خوض الإضراب في سجن عوفر ضد الإجراءات التعسفية. وأوضحت مسؤولة الإعلام في النادي أماني سراحنة لـ"العربي الجديد" أن الإجراءات تلخصت في التضييق على ممثلي الأسرى، وتضييقات تتعلق بالفورة (وقت الخروج إلى ساحة السجن)، وتفاصيل أخرى لها علاقة بالحياة الاعتقالية.
وخلال الاعتصام أمام الصليب الأحمر اليوم، طالبت إيمان بدر والدة الأسير المضرب عن الطعام مقداد القواسمي؛ كل المؤسسات الإنسانية والحقوقية والرسمية، بالتدخل لإنقاذ ابنها الذي قالت إنه في يومه الـ63 في الإضراب عن الطعام، وهو ضمن ستة أسرى يواصلون إضرابهم ضد الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال.
وأضافت بدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ابنها مقداد دخل الإضراب للمطالبة بالعودة إلى حياته الطبيعية، فهو يحب الحياة ويريد فرصة للعيش، لكن الاعتقال الإداري بلا تهمة يمنعه من ذلك.
وأكدت بدر أن الوضع الصحي لابنها مقلق، وقد تم نقله سابقاً إلى مستشفى كابلان الإسرائيلي، ولا تملك العائلة أي وسيلة تواصل معه، ولم يتمكن الصليب الأحمر ولا محاميه من زيارته، وقالت: "لا يجب تركه دقيقة واحدة، أنا ألمس تقصيرا واضحا تجاه وضعه الصحي".
وطالبت عضو اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، ختام الديك، في كلمتها خلال الاعتصام اليوم، الصليب الأحمر، بالتدخل لإنقاذ الأسرى المضربين والمرضى، خاصة الأسيرة إسراء الجعابيص التي تحتاج العلاج، وأضافت: "ننظر بخطورة إلى ما يواجهه الأسرى من عمليات بطش وتنكيل، والتي تشكل خرقاً للقانون الدولي".
بدوره، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، ماجد الفتياني، "إنه يجب على المجتمع الدولي القيام بإلزام دولة الاحتلال بالاتفاقيات الدولية، خاصة المتعلقة بالأسرى"، وأكد أن القيادة الفلسطينية تضغط باتجاه توفير الحماية للأسرى في سجون الاحتلال، وتطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التي تعنى بالأسرى، بتحمل مسؤولياتهم والتدخل الفاعل لحمايتهم، وإلزام إسرائيل بالقوانين والمواثيق الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة.
فيما أكد مركز حنظلة المختص بشؤون الأسرى في بيان مقتضب، مساء اليوم الإثنين، أن حالة من التوتر تسود أقسام سجن النقب على خلفية خروج 150 أسيراً لساحات الأقسام في السجن، مطالبين إدارة السجون بعودة أسرى حركة الجهاد الإسلامي إلى غرفهم.