كيف يبدو الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد 26 يوماً من العدوان؟

02 نوفمبر 2023
أزمة المياه مستفحلة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

يستمرّ تجاهل المطالب الدولية بفرض "هدنة إنسانية" في الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، الأمر الذي يحرم القطاع المحاصر وسكانه من كلّ شيء تقريباً باستثناء كميات محدودة جداً من المساعدات الإنسانية التي راحت تدخل أخيراً إلى غزة مع تفاقم نقص الأغذية والوقود ومياه الشرب والأدوية.

وفي ما يأتي تفصيل لما وصفته وكالات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأنّه "كارثة إنسانية" تتكشّف في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

النزوح

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنّ نحو 1.4 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان قطاع غزة، فرّوا من منازلهم. ويحتمي نحو 700 ألف شخص منهم في منشآت تديرها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد وجّه أوامر إلى المدنيين في شمال القطاع بالتحرّك صوب الجنوب بحجّة الحفاظ على سلامتهم، إلا أنّ الجنوب يقع كذلك في مرمى الغارات الجوية الإسرائيلية، الأمر الذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.

وبيّن المكتب الأممي أنّ الملاجئ ممتلئة بأكثر من سعتها بأربعة أمثال تقريباً، في حين يحتمي عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة في المستشفيات.

المستشفيات

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ أكثر من ثلث مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 35 مستشفى خرج عن الخدمة، وبأنّ المستشفيات التي ما زالت تعمل تبلّغ عن نقص حاد في الوقود، الأمر الذي قلّص إمداداتها من الكهرباء بصورة حادة.

أضافت المنظمة أنّ مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في مدينة غزة، وهو الوحيد الذي يعالج مرضى السرطان، نفد منه الوقود ولم يعد يقدّم أيّاً من خدماته.

من جهتها، اضطرت فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني الفلسطيني إلى تقليص أسطولها من سيارات الإسعاف بسبب نقص الوقود، الأمر الذي أدّى إلى اللجوء إلى استخدام عربات الجرّ لنقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات.

إيصال المساعدات

أشارت بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنّ ما لا يقلّ عن 10 شاحنات أدخلت مساعدات من بينها المياه والأغذية والأدوية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المشترك مع مصر، أمس الأربعاء في الأوّل من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، الأمر الذي يرفع العدد الإجمالي للشاحنات التي دخلت منذ إعادة الفتح المحدودة للمعبر في 21 أكتوبر المنصرم إلى 227 شاحنة.

لكنّ المكتب الأممي أوضح أنّ إيصال المساعدات من الجنوب إلى النازحين في الشمال توقّف، عقب الغزو البري الإسرائيلي.

المياه

كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنّ خطاً واحداً من بين ثلاثة خطوط إمداد بالمياه إلى غزة التي يتحكّم فيها الاحتلال، أُعيد فتحه للمرّة الأولى أخيراً منذ الثامن من أكتوبر المنصرم. وتعمل محطتان لتحلية مياه البحر بأربعين في المائة من قدرتهما.

ولفت المكتب إلى توفّر آبار مياه، الأمر الذي يمكّن عائلات من الحصول على المياه لبضع ساعات يومياً، بالإضافة إلى كميات محدودة تُنقل بالشاحنات.

الوقود

شدّدت جماعات إغاثة على حاجتها الماسة إلى توزيع المساعدات وتشغيل الكهرباء في المستشفيات والمخابز ومحطات تحلية المياه. لكنّ الاحتلال الإسرائيلي ما زال يحظر دخول الوقود، مدّعياً أنّه قد يقع في أيدي حركة حماس فتستخدمه لأغراض عسكرية.

(رويترز)

المساهمون