كيف تبني علاقات رغم كورونا؟

03 مايو 2021
كورونا جعله يشعر بالعزلة (ارنستو بيدافيدس/ Getty)
+ الخط -

إحدى المهارات الأكثر أهمية لمستقبلنا في العمل أو الحياة هي القدرة على بناء علاقات جيدة وألفة مع الآخرين، والقيام بذلك بسرعة وتجاوز المسافات. علاقاتنا مع الآخرين هي شريان الحياة من أجل سعادتنا والقدرة على تحقيق الإنجازات. ووجدت دراسة عالمية أعدتها جامعة كولومبيا، وشملت 226 ألفاً و638 شخصا عبر أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا، أن زيادة الأمراض المرتبطة بالصحة العقلية، وتحديداً الاكتئاب والقلق، ترتبط بتدهور العلاقات والتباعد الاجتماعي في ظل تفشي كورونا.
وعمدت إحدى الشركات العالمية إلى إجراء استبيانات أسبوعية موجزة مع موظفيها، وذلك منذ بدء تفشي الوباء. وكان الموظفون يُسألون عن نوعية وكمية العلاقات، فوجدوا أن الغالبية العظمى من الناس أفادوا بأنهم شهدوا انخفاضاً في جودة وكمية العلاقات مع مرور الوقت. الأمر لا شك محزن، لكنه حقيقي، إذ شهدت العلاقات بين الناس نوعاً من التدهور.
بحسب مجلة "فوربز"، نحتاج إلى التواصل مع الآخرين من أجل الحصول على مستوى من الصحة والرفاهية والسعادة بالإضافة إلى تحقيق الإنجازات. 
هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أننا نتوق إلى العلاقات، وأن الروابط الهادفة أساسية لإنسانيتنا. ووجدت دراسة حديثة صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أننا نتوق إلى التفاعلات في نفس المنطقة من أدمغتنا التي نتوق فيها إلى الطعام. كما أظهرت دراسة أخرى أننا نشعر بالإقصاء الاجتماعي في نفس المنطقة من دماغنا حيث نشعر بالألم.

وفي دراسة أعدتها جامعة نيو ساوث ويلز، فقد أدى التفاعل الاجتماعي بعد فترات من العزلة الاجتماعية إلى تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام والسجائر. ربما اعتقد البعض أن الأمر كله يتعلق بالرغبة في الشوكولاتة، لكنه في الحقيقة كان حاجة العقل إلى الناس.
كذلك، نحتاج إلى عدد صحيح من العلاقات الهادفة. ويقول عالم الاجتماع الكلاسيكي، روبن دنبار، إن حجم أدمغتنا مرتبط بعدد العلاقات التي يمكننا إقامتها. تعتمد قدرتنا على تطوير روابط وثيقة على مقدار ما نعرفه ويمكن أن نتذكره عن الآخرين. 
ويبدو إنشاء العلاقات والحفاظ عليها بمثابة مهمة كبيرة في خضم الصعوبات والتباعد الاجتماعي، إلا أنها مهمة للصحة والرفاهية. ضع في اعتبارك كيف يمكنك أن تكون هناك من أجل الآخرين. الاستثمار في علاقاتك اليوم سيؤتي ثماره على الفور، لكن أيضاً على المدى الطويل.

المساهمون