أصدرت قيادة شرطة محافظة كركوك العراقية قراراً أمنيا بمنع اللثام والكمامة وغطاء الوجه في شوارع المحافظة، في قرار هو الأول من نوعه، وذلك إثر حادثة اغتيال شرطي وقعت قبل يومين، وبينما اعتبرت الجهات الأمنية القرار خطوة في المسار السليم، انتقد مختصون بالشأن الأمني ذلك، مؤكدين أنه مؤشر على ضعف الإجراءات الأمنية.
وسجّلت المحافظة، يوم الخميس، حادثة اغتيال شرطي وإصابة آخر على يد مسلح ملثم، نفذ الحادث وسط سوق شعبية، وتمكن من الفرار من دون أن تُعرف هويته.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة الشرطة المقدم عامر شواني، فإن "قيادة الشرطة أصدرت قرارا منعت بموجبه تغطية أو إخفاء الوجه، بواسطة ارتداء اللثام أو اليشماغ أو الكمامة أو أي قطعة قماش"، مشددا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، ليل أمس الجمعة، أن "القوات الأمنية ستتعامل مع أي شخص يقوم بإخفاء وجهه باعتباره مخالفا للقانون، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه".
وأضاف أن "قيادة الشرطة تواصل تحقيقاتها وعملها الأمني والاستخباري في البحث عن الإرهابيين الذي قاموا باغتيال أحد منتسبي شرطة المحافظة داخل إحدى الأسواق الشعبية".
العراق: القرار ضمن تحركات أمنية لمنع الاغتيالات
من جهته، أكد مسؤول أمني رفيع في المحافظة أن "القرار جاء ضمن سلسلة تحركات أمنية لمنع عمليات الاغتيال"، مبينا لـ"العربي الجديد"، ومشترطا عدم ذكر اسمه، أن "القيادات الأمنية اتخذت قرارات وخطوات فعالة للحد من عمليات الاغتيال، ركزت على تفعيل الجهد الاستخباري والتعاون مع المواطنين، لتسهيل الحصول على المعلومة، فضلا عن ملاحقة المطلوبين للقضاء".
وأضاف أن "قرار منع اللثام جاء ضمن تلك القرارات، وهو مهم، خاصة أن كاميرات المراقبة ترصد منفذي عمليات الاغتيال، لكن لا يتم التعرف عليهم بسبب اللثام"، مبينا أن "منع اللثام سيحجم كثيرا من تنفيذ عمليات الاغتيال والجرائم المنظمة في كركوك".
وأوضح أن "عقوبات قانونية ستتخذ بحق كل من يخالف القرار، وسيتم القبض على أي منهم وسيحال على التحقيق فورا"، مشددا على ضرورة الالتزام بالقرار لعدم التعرض للمساءلة القانونية والعقوبات".
الباحث في الشأن الأمني سيف رعد طالب عدّ القرار مؤشرا على الضعف الأمني، وقال في تدوينة له على "إكس": "قرار يوضح ضعف استخبارات المحافظة وعدم وجود بنية أمنية تعتمد على الأجهزة الفنية والمراقبة"، مؤكدا أن "نجاح أي عمل أمني هو إنهاء الحدث الإرهابي قبل أن يحدث، إلا في بلدي (العراق) بعد أن يحدث الحادث يتم إجراء حسابات جديدة ومحاولة سد الثغرات الأمنية".
بيان يوضح ضعف استخبارات المحافظة وعدم وجود بنية امنية تعتمد على الاجهزة الفنية والمراقبة.
— سيف رعد طالب (@Saif_Raad_Talib) December 29, 2023
نجاح اي عمل امني هو انهاء الحدث الارهابي قبل ان يحدث
الا في بلدي بعد ان يحدث الحادث يتم اجراء حسابات جديدة ومحاولة سد الثغرات الامنية
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، قوبل القرار باستغراب وانتقاد من قبل ناشطين ومدونين، معتبرين أنه لا ينم عن فكر أمني، وعلق الإعلامي حسام الحاج على القرار في تدوينة له قائلا: إن قرار منع غطاء الوجه هو "أغرب قرار ستقرأه منذ معركة بدر حتى الألفية الثالثة… عبقرية منقطعة النظير…!".
اغرب بيان ستقرأه منذ معركة بدر حتى الالفية الثالثة … عبقرية منقطعة النظير …!
— Hussam Alhaj (@HussamAlhaj4) December 29, 2023
تنويه اخفاء الوجه للرجال
تنويه من قيادة شرطة محافظة كركوك الى اهالينا الاعزاء بأنها ستتعامل مع اي شخص يقوم بتغطية او اخفاء وجهه بواسطة ارتداء اللثام او الغترة واليشماغ او الكمامة او الكليته او اي…
يشار إلى أن محافظة كركوك المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل تسجل، على فترات متقاربة، حوادث اغتيال تستهدف عناصر أمن ومدنيين أحيانا، يقيد معظمها ضد مجهول، أو ضد عناصر تنظيم "داعش"، فيما لم تكشف التحقيقات في تلك الحوادث المتورطين بتنفيذها، ولم يتم القبض على أي منهم.