عبّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء الخميس، عن قلقها البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية للأسير الفلسطيني، ماهر الأخرس، من بلدة سيلة الظهر، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، والمضرب عن الطعام منذ 88 يوماً ضدّ اعتقاله الإداري، حيث يحتجز حاليًا في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، مشيرة إلى أنّ الأخرس قد دخل في مرحلة حرجة صحياً.
كما يواصل الأسير الفلسطيني، محمد أحمد زغير (33 عاماً)، من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، إضرابه المفتوح عن الطعام منذ ثلاثة أيام رفضاً لاعتقاله الإداري.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير زغير عقب إعلانه الإضراب، إلى إحدى زنازين سجن "النقب الصحراوي" حيث يقبع.
وفي ما يخصّ الأخرس، قال رئيس قسم الصحة باللجنة الدولية في "إسرائيل والأراضي المحتلة"، إيف جيبينز، في بيان صحافي صادر عن الصليب الأحمر: "يزور أطباء اللجنة الدولية السيد الأخرس ويراقبون وضعه عن كثب، بعد مرور أكثر من 85 يوماً على الإضراب عن الطعام، نشعر بالقلق إزاء العواقب الصحية المحتملة التي لا رجعة فيها، من منظور طبي، السيد الأخرس يدخل مرحلة حرجة".
وأكدّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها بصفتها مؤسسة إنسانية محايدة، فإنها لا تدعم الإضراب عن الطعام ولا تدينه، ويراقب موظفو اللجنة الدولية وضع المضربين عن الطعام للتأكد من معاملتهم باحترام، وحصولهم على الرعاية الطبية المناسبة، والسماح لهم بالبقاء على اتصال مع عائلاتهم، مشيرة إلى أنه كانت آخر زيارة للأسير الأخرس اليوم الخميس.
وحثّت اللجنة الدولية، السلطات المختصّة والأسير الأخرس وممثّليه، على إيجاد حلّ يجنّبه فقدان حياته.
في هذه الأثناء، تواصلت الفعاليات التضامنية مع الأسير الأخرس، حيث اعتصم العشرات من الفلسطينيين، وسط ميدان الشهداء، في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، ظهر اليوم الخميس، رفضاً لمواصلة اعتقال ماهر الأخرس، وإسناداً له في إضرابه عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الإداري.
وحمل المشاركون في الاعتصام، الذي دعت إليه اللجنة الوطنية لدعم الأسرى، الأعلام الفلسطينية وصور الأخرس، ولافتات مندّدة بالاعتقال الإداري، وردّدوا هتافات ندّدت بمواصلة اعتقال الأخرس وكافة الأسرى، مطالبين بإطلاق سراحه.
ويواصل الأسير الأخرس إضرابه عن الطعام منذ 88 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري، ويرفض الاحتلال حتى الآن الاستجابة لمطلبه المتمثّل في حريته الفورية، وكان الاحتلال قد رفض طلباً تقدّمت به محاميته أخيراً، لنقله إلى مستشفى فلسطيني، وهو جزء من عدّة طلبات كانت قد تقدّمت بها للإفراج عنه.
ويُعاني الأسير الأخرس المُحتجز في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي أوضاعاً صحية في غاية الخطورة، تتفاقم مع مرور الوقت، منها أوجاع شديدة في كافة أنحاء جسده تحديداً في الرأس والصدر، ونوبات تشنّج، وعدم القدرة على الحركة، وفقدان للوعي بشكل متكرّر، عدا عن النقصان الحاد في الوزن، ومشاكل في الرؤية والسمع، فيما يؤكد الأسير الأخرس الذي يواجه الموت في مستشفى "كابلان"، أنه سيواصل إضرابه حتى حريته، وعودته إلى عائلته وبيته.
يُشار إلى أن الأسير الأخرس البالغ من العمر (49 عاماً) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، اعتُقل في تاريخ 27 تموز/ يوليو 2020 وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري، وهو أسير سابق تعرّض للاعتقال عدّة مرات منذ عام 1989، وقضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أربع سنوات بشكل متفرق.
بينما الأسير محمد زغير، معتقل منذ الـ19 من إبريل/نيسان 2020، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري وصدر بحقه أمرا اعتقال إداري مدة كل واحد منهما أربعة أشهر.
ولفت نادي الأسير الفلسطيني إلى أنّ زغير، هو ناشط حقوقي ضد الاستيطان، وأسير سابق أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أكثر من ثلاث سنوات، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.
ومن الجدير ذكره أنه مع انضمام الأسير زغير إلى إضراب الأخرس، يرتفع عدد المضربين عن الطعام احتجاجاً على سياسة الاعتقال إلى اثنين.