أعربت "لجنة العدالة" التابعة لمؤسسة "كوميتي فور جستس" عن قلقها البالغ من ارتفاع عدد الوفيات في مقار الاحتجاز والسجون في مصر إلى 19 وفاة، وذلك عقب رصدها وفاتَين جديدتَين لمحتجز سياسي في سجن برج العرب ولمواطن تعرّض للتعذيب في أحد المقرّات الأمنية بمحافظة الإسكندرية.
وأوضحت "كوميتي فور جستس"، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، أنّ الوفاة الأولى تعود إلى السجين السياسي في برج العرب (غرب الإسكندرية) علي عامر البالغ من العمر 61 عاماً. وهو توفي يوم الجمعة الماضي في السابع من يوليو/ تموز 2023، وكان يعمل داعية في الأزهر الشريف من مركز السنطة بمحافظة الغربية. وهو معتقل منذ عام 2016، وقد توفي من جرّاء الإهمال الطبي، وسوء أوضاع العيش في السجن.
أمّا الوفاة الثانية فتعود إلى المواطن محمود توفيق الذي قضى من جرّاء التعذيب، عقب اعتقاله قبل نحو أسبوعَين من منزله في شارع عز بمنطقة كرموز في محافظة الإسكندرية. وأشارت "كوميتي فور جستس" إلى أنّ قوات الأمن في الإسكندرية اقتحمت بيت توفيق، في 25 يونيو/حزيران الماضي. وقد تعدّى عناصرها عليه بالضرب المبرح وتحرّشوا بزوجته، الأمر الذي أدّى إلى اشتباكات عنيفة بينه وبينهم، قبل أن يقتادوه إلى مكان مجهول. وقد انقطعت أخباره حتى تاريخ تسليم جثّته ودفنه في مقابر الأسرة يوم السبت الماضي في الثامن من يوليو 2023، وسط تشديد أمني.
وبحسب ما أكّدته "لجنة العدالة"، فإنّ "ما حدث مع المواطن محمود توفيق، وما أعقب اعتقاله القاسي من سحب أجهزة الأمن كلّ التسجيلات من كاميرات المراقبة في العمارة (المبنى) السكنية والمحلات التجارية المحيطة بمسكنه، دليل واضح على أنّ ما حدث يندرج في إطار جريمة قتل خارج نطاق القانون، وهي جريمة يحاسب عليها القانون الدولي، ولا بدّ من محاسبة المتسبّب فيها والذي قام بتعذيبه وشارك في وفاته".
كذلك طالبت مؤسسة "كوميتي فور جستس" السلطات المصرية بفتح تحقيق في وفاة المحتجز السياسي في سجن برج العرب علي عامر، مع توفير سبل الرعاية الصحية اللازمة والكافية داخل مقار الاحتجاز والسجون، وتحسين سبل العيش وظروفه، لتتناسب مع التزامات مصر الدولية والأممية".
وبيّنت "لجنة العدالة" أنّ ثمّة ارتفاعاً في الوفيات التي رصدتها منذ بداية عام 2023 الجاري داخل مقار الاحتجاز بمصر، إلى 19 وفاة. والأخيرة تعود إلى المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان علي عباس بركات، نتيجة الإهمال الطبي وسوء أوضاع الاحتجاز.