كثيرة هي المآسي الناتجة عن الهجرة السرية، وإن كان أصحابها يحلمون بالخلاص من المأساة، من بينها وفاة الرضيع الكاميروني ليل ستيفان.
ويقول رئيس جمعية "الأرض للجميع" عماد السلطاني، لـ"العربي الجديد": "قصة مؤلمة من مآسي الهجرة السرية هي عن الرضيع ليل ستيفان، وعمره سنة واحدة، من الكاميرون، وقد تم العثور على جثته قبالة السواحل التونسية مساء السبت الماضي"، مؤكداً أن والدته ماريون وبعضٌ من أفراد عائلته "نجوا فيما لقيت حوامل ونساء أخريات حتفهن".
وبحسب السلطاني، فإن والدة ستيفان ما زالت في حالة صدمة، ولا تصدق وفاة ابنها المهاجر الصغير، الذي لم يصل مع عائلته إلى السواحل الإيطالية.
ويضيف أن "الأرقام المرتفعة عن عمليات الإنقاذ في السواحل التونسية تكشف الدور الجديد الذي تعهدت به السلطات البحرية التونسية كحارس للحدود، إذ كانت هذه المراكب تصل السواحل الإيطالية حيث يتم اعتراضها، لكن لوحظ منذ فترة زيادة عمليات اعتراض المهاجرين بالمياه الإقليمية التونسية".
ويضيف السلطاني أنه "لا بد من حلول جذرية"، مشيراً إلى أن "الحلول الأمنية غير كافية، وتونس لا تملك مراكز إيواء أو قانوناً يحمي المهاجرين الأفارقة"، ويشير إلى أنه "يتم في بعض المناسبات إنقاذ مهاجرين، في وقت يكون مصيرهم الغرق في حالات أخرى، فتحل المأساة".
وبحسب بيان للحرس الوطني، تمكنت وحدات أقاليم الحرس البحري في الوسط والساحل التونسي من إنقاذ 162 مهاجراً سرياً خلال يومي 10 و11 يوليو/ تموز بعد إحباط 10 عمليات اجتياز للحدود البحرية خلسة.
وأشار إلى نجاح الحرس البحري في نجدة وإنقاذ 162 شخصاً في عرض البحر، بعدما "تعمدوا عدم الامتثال لأوامر الحرس، رغم تعرض مراكبهم للغرق نتيجة تسرب المياه". وأكد أن من بينهم 86 من جنسيات أفريقية مختلفة، و76 تونسياً من ولايات نابل والمهدية وصفاقس وقابس والقيروان والقصرين وتونس.
وأذنت النيابة العامة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المهاجرين الموقوفين. أضاف بيان الحرس الوطني أنه في إطار الأعمال الاستباقية، تمكنت وحدات الحرس الوطني العاملة في جهات صفاقس، قرقنة، المنستير والمحرس من ضبط 24 شخصاً داخل منازل وعلى متن سيارات أجرة "كانوا يعتزمون المشاركة في عمليات الإبحار خلسة".