قرارات لحل معضلة مصر التعليمية

مهدت وزارة التربية والتعليم في مصر للعام الدراسي 2024 - 2025 بسلسلة من القرارات التي أملت من خلالها أن يكون هذا العام الذي بدأ في أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، مختلفاً عما سبقه لجهة الانتظام وحل الإشكاليات العالقة من سنوات. وتبعاً لذلك شهدت مكاتب الوزارة في العاصمة القاهرة والمحافظات، سلسلة من الاجتماعات التي وضعت خطوطاً عامة لمقترحات حلول سيكون مجالها التطبيقي خلال العام الدراسي.

والمشكلة تبدو عصية على مثل هذه الحلول الإدارية، باعتبارها ترتبط بالعجز عن مجاراة الطلب المتزايد على التعليم مقابل التوسع في إنشاء المدارس مع الزيادة السكانية التي تشهدها البلاد، وسط تلاطم الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تضغط على الطبقات والفئات التي كانت تسمى قبلاً "الطبقة الوسطى"، وهي العمود الفقري للسكان، باعتبار أن الطبقة الميسورة تمثل شريحة ضيقة. يمكن القول إن المشكلة أعمق من أن تواجه بقرارات إدارية تتولى المحافظات تحويلها إلى وقائع تحل معضلة التعليم العام في مصر. ولدى التدقيق في القرارات، يتبين أنها تحاول معالجة بعض المشكلات التي تعد مصدر شكوى من العائلات المصرية مثل الدروس الخصوصية.
أبرز ما جرى اعتماده من قرارات يتمثل في عودة امتحانات تقييم الطلاب من الصف الثالث الابتدائي حتى السادس الابتدائي، بواقع 3 اختبارات في الفصل الدراسي، وتقييم التلاميذ في الصفين الأول والثاني الابتدائي بواجبات أسبوعية وشهرية، وحضور التلاميذ 60% من أيام الدراسة الفعلية، وجعل مناهج التعليم في المرحلة الابتدائية متطورة عن رياض الأطفال، وتعتمد على المهارات الأساسية والمعارف والأنشطة. وأكدت وزارة التعليم أن مناهج المرحلة الابتدائية ستظل كما هي، مع الحرص على أن تكون مناسبة لزمن الدراسة.

موقف

التحديثات الحية

المدارس السورية ضحية الحروب والفوضى

تقرر أيضاً أن تتاح مناهج الصف الأول الإعدادي عبر الموقع الإلكتروني للوزارة كي يتمكن الطلاب من تحميلها. ويدرس طلاب الصف الأول الثانوي العام 6 مواد بدلاً من 10، ويدرس طلاب الصف الثاني الثانوي العام 6 مواد بدلاً من 8، كما يدرس طلاب الثانوية العامة 5 مواد في كل شعبة. وفي المدارس الدولية، تقرر أن يكون تدريس اللغة العربية إلزامياً على رياض الأطفال، وأن يدرس الطلاب من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي اللغة العربية والدين، وتدريس اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية إلزامي على الطلاب من الصف الرابع حتى التاسع. ويدرس طلاب المرحلة الثانوية التاريخ واللغة العربية والتربية الدينية، على أن تضاف 20% من درجات اللغة العربية والتاريخ للمجموع الكلى للدرجات.
وفتحت وزارة التربية والتعليم تغيير المسمى الوظيفي لتسكين المعلمين في وظائف تناسب مؤهلاتهم العلمية، كما فتحت العمل بالحصة.
(باحث وأكاديمي)