في يوم الأرض... بايدن سيصدر قراراً لحماية الغابات القديمة

22 ابريل 2022
أشجار بغابة تونغاس الوطنية (Getty)
+ الخط -

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بأنّ الرئيس جو بايدن سيوقّع أمراً تنفيذياً، اليوم الجمعة، يضع من خلاله الأساس لحماية بعض أكبر وأقدم الأشجار في غابات أميركا، وذلك في إطار محاولات الإدارة الأميركية المضي قدماً في خطط مكافحة التغيّر المناخي.

ويتزامن قرار بايدن مع "يوم الأرض العالمي"، وهو حدث سنوي يحتفل به في كل أنحاء العالم في 22 إبريل/ نيسان، قصد حماية البيئة من أنواع الاستغلال كافة، ويرفع هذا العام شعار "استثمروا في كوكبنا" بهدف تحفيز الجهود الدولية من أجل مواجهة التأثيرات السلبية للتغير المناخي على كوكب الأرض.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة على الموضوع قولها إنّ بايدن سيوجّه أمراً إلى دائرة الغابات ومكتب إدارة الأراضي، لتحديد وجرد الغابات الناضجة والقديمة في جميع أنحاء البلاد في غضون عام، كما سيطلب من الوكالات تحديد التهديدات التي تتعرض لها هذه الأشجار، مثل حرائق الغابات وتغيّر المناخ، من أجل استخدام هذه المعلومات لصياغة سياسات لحمايتها. كما سيحظر الرئيس الأميركي قطع الأشجار دون وجود موافقة قانونية مسبقة.

نتائج كارثية

تعكس هذه الخطوة استراتيجية أوسع تتبعها الإدارة الأميركية، لمكافحة تغيّر المناخ، من خلال الحفاظ على المزيد من الأراضي في الولايات المتحدة ومعالجة التغيرات المناخية. وقد وجدت دراسة أجريت عام 2020 لنحو ست غابات وطنية في شمال غرب المحيط الهادئ، أنّ 3% فقط من أكبر الأشجار تحتوي على ما يقرب من 42% من الكربون، ما يعني أنّ إمكانية حرقها تؤدي إلى كارثة بيئية.

وبحسب العلماء، فإنّ الغابات تعدّ أحواضاً للكربون، نظراً لقدرتها على اختزان كميات كبيرة من الكربون في أغصانها وفروعها، وبالتالي في حال حصول أي حريق ستكون النتائج كارثية.

ووجدت دراسات عديدة أنّ الأخشاب الحمراء في كاليفورنيا والسيكويا العملاقة أو شجرة التنوب سيتكا العملاقة وأشجار الأرز الأحمر في غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا تخزن بشكل جماعي مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون في جذوعها وفروعها وجذورها، يمكن أن تساعد حمايتها في تجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

تكاليف مرتفعة

ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تقرير أصدرته شركة Bankrate (شركة خدمات مالية مقرها في مدينة نيويورك)، في نهاية مارس/ آذار الماضي، وجد أنّ عام 2021 كان عاماً قياسياً بالنسبة لحرائق الغابات، إذ تسبب تغير المناخ في دمار غابات أميركا. وكانت حرائق الغابات الشائعة بشكل خاص في كاليفورنيا قد تسببت بأكبر قدر من الضرر في المناطق ذات درجات الحرارة العالية والهواء الجاف.

قطع أخشاب بغابة تونغاس الوطنية في جزيرة أمير ويلز (Getty)
  • ووفق إحصاءات صادرة عن المركز الوطني المشترك بين وكالات الحرائق في الولايات المتحدة الأميركية، كان هناك 58,985 حريق غابات في عام 2021، أثرت على 7.1 ملايين فدان، بزيادة نسبتها 17% من 2019 إلى عام 2021، وبزيادة بنسبة 223% منذ عام 1983.
  • كما تسببت حرائق الغابات عام 2020 في الولايات المتحدة في خسائر بلغت قيمتها 16.5 مليار دولار، مما يجعله ثالث أكثر الأعوام تكلفة على الإطلاق.

وبحسب الصحيفة، يهدف قرار الرئيس الأميركي الجديد إلى استعادة الحياة في الغابات الأميركية التي دمرتها حرائق الغابات والجفاف والحشرات، وهو ما يتطلب من الوكالات الفيدرالية التوصل إلى هدف إعادة التحريج (إعادة غرس وتشجير) بحلول عام 2030.

كما يهدف القرار إلى الحد من إزالة الغابات، وتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق ذات الصناعات الخشبية الرئيسية وحساب القيمة الاقتصادية للموارد الطبيعية الأخرى مثل الأراضي الرطبة.

يهدف القرار إلى استعادة الحياة داخل الغابات (Getty)

وفي حين أنّ الديمقراطيين والمدافعين عن البيئة سيرحّبون على الأرجح بأمر بايدن، إلا أنه لا يتمتع بقوة "التشريع"، أي لن يصبح تشريعاً، ويمكن عندئذ أن يسعى أي رئيس أميركي مستقبلي إلى رفض الالتزام به، بحسب الصحيفة.

ووفق "واشنطن بوست"، من غير المستبعد أن يكون مصير القرار مشابهاً لمصير مشروع قانون سنّه السناتور الديمقراطي براين شاتز (من هاواي) والنائب إيرل بلومناور (من أوريغون)، والذي من شأنه أن يقيد تجارة السلع المرتبطة بإزالة الغابات مثل زيت النخيل.

ووصف الرئيس والمدير التنفيذي للاتحاد الوطني للحياة البرية كولين أومارا الأمر المرتقب من بايدن بأنه يعكس "استراتيجية ذكية لمواجهة الحرائق".

وقال: "نحن نعلم أنّ الغابات أقل عرضة للحرائق الضخمة، خاصة عندما تدار بشكل جيد"، مضيفاً "بصرف النظر عن الفوائد التي تعود على الحياة البرية وجودة المياه وعزل الكربون، فقد يخفف هذا أيضاً الكثير من مخاطر الحرائق".

دعوات عديدة

هذا العام، أطلقت أكثر من 70 مجموعة بيئية حملة تدعو الرئيس بايدن إلى سن إجراءات حماية جديدة للأشجار الناضجة والقديمة.

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وجّه أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس كتاباً إلى وزير الزراعة توم فيلساك يحثونه فيه على حماية الغابات القديمة، ويحذرون من أنّ السماح بحصاد هذه الأشجار سيقوّض أهداف الرئيس المناخية لأنه سيطلق كمية هائلة من الملوثات المسببة بارتفاع حرارة كوكب الأرض.

في المقابل، من المحتمل أن تعترض شركات الأخشاب على أي قيود جديدة في وصولها إلى الأشجار في الغابات الفيدرالية، خاصة أنّ الولايات المتحدة الأميركية شهدت في السابق صراعاً على الغابات القديمة.

في عام 1991، منع قاضٍ فيدرالي قطع الأشجار القديمة في الغابات الوطنية في شمال غرب المحيط الهادئ لحماية البيئة وموائل خاصة بأنواع مختلفة من الطيور، بما في ذلك طائر البومة المرقطة (هي نوع من الطيور المقيمة في الغابات القديمة في غرب أميركا الشمالية)، كما وضعت الإدارات الجمهورية والديمقراطية قواعد عديدة لمنع قطع الأشجار، كما رفع دعاة حماية البيئة دعاوى قضائية أدت إلى تقليص العديد من مبيعات الأخشاب.

بحلول عام 2020، فقدت "البومة المرقطة" حوالي 70% من موطنها، وقالت هيئة الأسماك والحياة البرية الأميركية إنها باتت معرضة للانقراض.

المساهمون