فلسطيني يعيد تدوير الإطارات في غزة لتقليل أضرارها البيئية

10 يوليو 2023
أزمة انقطاع التيار الكهربائي تُعد المشكلة الكبرى التي تعترض المشروع (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

اختار الشاب الفلسطيني مدين حلس (27 عاما) محاربة الأضرار البيئية الناجمة عن تكدس إطارات السيارات التالفة في قطاع غزة من خلال إعادة تدويرها واستخدامها في صناعات أخرى، في ظل صعوبة التخلص منها نتيجة لظروف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وتتكدس إطارات السيارات التالفة في القطاع دون أن يتم التخلص منها بطريقة سليمة نتيجة صعوبة تحللها وغياب المشاريع التي تعمل على إعادة التدوير وهو ما يجعلها تتراكم دون أي حلول سليمة بعيدًا عن التلوث البيئي، وهو ما شكل دافعًا للشاب حلس لتنفيذ مشروعه.

الصورة
فلسطيني يعيد تدوير الإطارات (عبد الحكيم أبو رياش)

ويعمل حلس على جمع الإطارات من خلال أصحاب العربات المتنقلة، ثم يقوم بعملية إعادة التدوير من خلال "طحنها" بواسطة آلة قام بتجميعها في القطاع ثم يعمل على إعادة استخدام هذه الإطارات البالية في صناعات مطاطية بديلة تستخدم في مجالات جديدة.

استوحى الشاب حلس فكرة مشروعه من تخصصه الذي تخرج منه وهو الجيولوجيا البيئية ومصادر المياه وهو تخصص نادر ما يحصل الخريجون منه على فرص عمل، وهو الأمر الذي شكل حافزًا للشاب العشريني لخوض غمار هذه التجربة المرتبطة بشهادته الجامعية.

فكرة مشروع إعادة تدوير إطارات السيارات بدأت تتشكل تفاصيلها لدى حلس في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021، وكانت الفكرة تقوم على شقين: الأول ترك بصمة بيئية متعلقة بالمساهمة في التخلص من هذه الإطارات التالفة، والشق الثاني يتمثل في ريادة الأعمال وفتح آفاق جديدة متعلقة بإعادة التدوير.

الصورة
فلسطيني يعيد تدوير الإطارات (عبد الحكيم أبو رياش)

في السياق، يقول الشاب مدين حلس إن مشروعه جاء بهدف الحد من كميات الإطارات التالفة الموجودة في القطاع، في ظل عدم التخلص منها والتي عادة ما يتم القيام بحرقها بعد إتلافها، وهو ما يؤثر بالسلب على المشهد البيئي بشكل عام في ظل التغيير المناخي.

ويضيف حلس لـ"العربي الجديد" أن المشروع يواجه صعوبات عدة، أبرزها غياب مصادر المواد الخام أو الآلات وهو ما يدفع نحو استخدام أدوات ووسائل بدائية أو مواد بديلة، في ظل وجود عدد لا بأس به من المواد الموضوعة على قوائم الاستخدام المزدوج من قبل الاحتلال.

ويشير إلى أنه قام بابتكار آلة في غزة وعمل على تجميعها تقوم على "طحن" إطارات السيارات ثم يتم الحصول على المطاط من هذه الإطارات ويتم استخدامها في الصناعات الخاصة بالملاعب المعشبة صناعيًا، بالإضافة إلى الاستفادة منها في "بودرة المطاط"، إلى جانب منتجات أخرى كالمقابض المطاطية.

الصورة
فلسطيني يعيد تدوير الإطارات (عبد الحكيم أبو رياش)

وعن عملية جمع الإطارات، يلفت حلس إلى أنه يقوم بجمع الإطارات من خلال عشرات الأشخاص الذين يعملون في مجال جمع "الخردة" حيث تمكن خلال الفترة الماضية من جمع 2000 إطار تمت إعادة تدويرها وأنتج من خلالها 15 طنا من المطاط الذي تم بيعه للملاعب.

وتُعتبر أزمة انقطاع التيار الكهربائي هي المشكلة الكبرى التي تعترض مشروع الشاب الفلسطيني، نظراً لاستخدامها في تشغيل الآلة إلى جانب منع الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المواد الخام المستخدم في عملية إعادة التدوير والموضوعة على قوائم الاستخدام المزدوج.

وانعكس نقص المواد الخام بالسلب على توسع الشاب حلس في مشروعه، إذ إنه أوقف محاولاته لتطوير منتج "البلاط المطاطي" الذي يُستخدم في رياض الأطفال وصالات الأندية، وهو ما دفعه للبحث عن بدائل خلال الفترة الحالية تمكنه لاحقًا من إنتاج هذا المنتج.

ويطمح إلى أن يطور مشروعه الحالي، بحيث يستوعب أكبر قدر ممكن من الإطارات التالفة أو البالية في غزة بطريقة تنعكس بالإيجاب على البيئة وأن يستوعب المشروع 2000 إطار يوميًا في عملية إعادة التدوير بدلاً من الطاقة الإنتاجية الحالية التي لا تتجاوز 20 إطاراً.

المساهمون