بعد ساعات من قتله برصاص الاحتلال الإسرائيلي، شيع الفلسطينيون، عصر الثلاثاء، جثمان الشهيد أسامة محمد منصور (42 سنة)، من قرية بدّو شمال غرب القدس المحتلة، في ظل غضب كبير على جريمة قتله برصاص قوات الاحتلال قرب قرية الجيب، بينما كان برفقة زوجته في الطريق إلى عيادة طبية.
وأدى إطلاق النار على المركبة التي كان يقودها الشهيد إلى إصابته برصاصة في رأسه، في حين أصيبت زوجته سمية عبد الوهاب الكسواني (35 سنة) بثلاثة أعيرة نارية في الظهر، ووصفت حالتها بأنها بين متوسطة وخطيرة.
وعند وقوع الجريمة كان منصور متجها مع زوجته إلى مركز طبي لتلقي العلاج، حسب قول أحد أقاربه لـ"العربي الجديد"، نافيا مزاعم الاحتلال بأن الشهيد حاول دهس جنود، وقال إن "جنود الاحتلال استوقفوا مركبة الشهيد، ثم طلبوا منه المغادرة، وبعد أن سار بمركبته عدة أمتار أطلقوا النار عليه، فقتلوه وأصابوا زوجته".
رواية أقرباء الشهيد أكدتها أيضا زوجته، والتي قالت إن الجنود أطلقوا الرصاص عليها وعلى زوجها من دون مبرر بعد أن أوقفوا سيارتهما، وكان في المكان ذاته سيارات أخرى.
ووصل جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه في بلدة بيت دقو، ظهر الثلاثاء، من معهد الطب الشرعي في جامعة القدس ببلدة أبو ديس، ومن هناك نقل إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن هناك سار المشيعون بالجثمان إلى مسجد البلدة، حيث صلي عليه.
وبعد صلاة الجنازة، انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد، الذي تم لفّه بالعلم الفلسطيني، إلى مقبرة بلدة بيت دقو، مخترقاً شوارعها الرئيسية، حيث ووري الثرى، وأقيم تأبين على قبره، ندد فيه المتحدثون بجريمة الاحتلال، ووصفوها بأنها "إعدام بدم بارد".
والشهيد أسامة منصور أب لخمسة أطفال، وله أربعة أخوة هو أكبرهم، ووالداه المسنان مصابان بفيروس كورونا، ويعالجان في مستشفى هوغو تشافيز في رام الله.