لم تستطع الفرنسية غلفيم زنغين، ذات الـ24 عامًا، الاكتفاء بمشاهدة آثار الدمار التي خلّفها زلزال تركيا وسورية في السادس من فبراير/شباط الماضي، إذ قادت شاحنتها إلى تركيا لتقديم المساعدة لمنكوبي الزلزال.
وانطلقت زنغين، وهي مواطنة فرنسية من مواليد مهاجرين أتراك، في رحلة من مدينة ليون الفرنسية باتجاه ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا. تقول لـ"الأناضول" من أمام الأنقاض وسط كهرمان مرعش: "شعرت بالسوء والحزن الشديد عندما رأيت الأخبار المتعلقة بالزلزال"، مضيفة: "جميع أصدقائي وأفراد عائلتي بكوا من أجل تركيا بعد الزلزال".
وأوضحت المواطنة الفرنسية أن المهاجرين الأتراك تواصلوا معها بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية، ثم انطلقت بمفردها، في رحلة صعبة لمساعدة ضحايا الزلزال، قائلة: "كان شيئًا لم أفعله من قبل.. كنت وحدي.. كان ذلك مستحيلًا بالنسبة لي، إلا أنني اعتقدت أن هذا يتعلق بمساعدة الضحايا، ولهذا السبب وضعت مخاوفي جانبًا".
سافرت زنغين من ليون إلى كابيكولي، نقطة العبور الحدودية التركية في ولاية أدرنة على الحدود بين تركيا وبلغاريا، وكانت تحمل الطعام والملابس والأدوية وأغذية الحيوانات الأليفة التي تم جمعها من الرعايا الفرنسيين المولودين لمهاجرين أتراك، ووصلت كابيكولي بعد رحلة استغرقت يومين.
ووصلت كهرمان مرعش، السبت، وقدمت مساعدتها بالتنسيق مع هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).
وفي معرض وصفها للرحلة، قالت زنغين: "وصلت كهرمان مرعش وأنا أقود الشاحنة بسرعة مع قليل من النوم.. أسرتي أصبحت فخورة بي.. ولقد أرسلت مقاطع مصورة إلى عائلتي على طول الطريق لإعلامهم بأنني بخير"، مضيفة: "شعرت بالحزن والألم عندما رأيت المباني المدمرة".
وأكملت رحلتها التي بلغت حوالي 4300 كلم في أربعة أيام، وليس لها أقارب أو أصدقاء في كهرمان مرعش.
وردا على سؤال حول كيفية معاملتها لسائقي الشاحنات الآخرين في الطريق، قالت زنغين إن "السائقين سعداء لرؤية امرأة تقود شاحنة".
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سورية بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
(الأناضول)