غياب 400 مليون عربي عن بيانات الجينوم العالمية

05 أكتوبر 2020
سعيد إسماعيل مدير برنامج "قطر جينوم" (مؤسسة قطر)
+ الخط -

كشف مدير برنامج "قطر جينوم"، سعيد إسماعيل، أن ما نسبته 75 إلى 80 في المائة من المعلومات الجينية في قواعد بيانات الجينوم العالمي هي لأفراد من أصل أوروبي، يليها 10 في المائة لآسيويين، و2 في المائة لأفارقة، وواحد في المئة من أصل إسباني، وأقل من واحد في المائة للمجموعات الأخرى.
وأوضح إسماعيل، في بيان لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الاثنين، غياب 400 مليون عربي عن قاعدة بيانات الجينوم العالمية، وأن الجينوم البشري يشبه اللغز، وكل عرق يمثل جزءا من اللغز، وفي الوقت الحاضر يجرى تحديد بعض أجزاء اللغز بشكل جيد في حالة الأوروبيين، وهناك أجزاء أخرى موجودة ولكن بعض القطع لا تزال مفقودة مثل تلك المرتبطة بالأفارقة والآسيويين، لافتا إلى وجود جزء غائب تقريبا، وهو الذي يمثل العرب.
وأشار إلى تركيز برنامج "قطر جينوم" خلال السنوات الخمس الماضية على ترتيب وفهم الجينومات نيابة عن بقية بلدان المنطقة العربية، وذلك في سعي لإضافة المعلومات التي تحتاجها قاعدة بيانات الجينوم العالمية، مبينا نجاح البرنامج في ترتيب تسلسل نحو 20 ألف جينوم قطري، كما يعمل على إجراء تسلسل لـ3 آلاف من السكان العرب من غير القطريين لإنشاء أول جينوم مرجعي عربي شامل، ويسعى البرنامج خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى أن تشمل الدراسة 10 في المائة من السكان القطريين، في حين أن الهدف النهائي هو تسلسل الغالبية العظمى من السكان.

ويدرس علم الجينوم كلّ الجينات التي يتكون منها الكائن الحيّ لاستخدامها في تشخيص الأمراض، والخطوة الأولى هي تحديد تسلسل جينوم الشخص المصاب؛ والتي تكتشف ترتيب ما يقارب 3 مليارات زوج أساسي تشكل جينوم الشخص، وأوضح سعيد إسماعيل، أنه "لمعرفة أي عيوب في الأزواج الأساسية للجينوم نحتاج إلى معيار يمكننا مقارنته به، وهذا ما يسمى الجينوم المرجعي، وهو قالب جينوم يشتمل على أحدث المعلومات المتوفرة لدينا عن الجينوم البشري، وقد تم إنشاؤه من خلال تجميع عدد كبير من الجينومات".


وتتيح مقارنة الجينوم المتسلسل بجينوم مرجعي تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الاثنين، وهنا تكمن المشكلة بحسب إسماعيل، فالجينوم البشري المرجعي الحالي يفتقر إلى الطفرات الخاصة بالسكان العرب، ما يعني أنه إذا قورن جينوم شخص عربي بجينوم بشري مرجعي أوروبي، فهناك احتمال أن يتم تشخيصه بشكل خاطئ، أو عدم تشخيصه، كما يمكن أن يظهر المرض نفسه من خلال طفرات مختلفة في أعراق مختلفة، وتشمل الأمثلة الاضطرابات الوراثية والسرطانات العائلية.
يذكر أن برنامج "قطر جينوم"، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، هو مبادرة تستخدم عينات من السكان لرسم الخريطة الجينية، ويخوض البرنامج مرحلته التجريبية منذ إعلانه في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية عام 2013.

دلالات
المساهمون