عيد فقراء الرقة السورية: مبادرات خيرية وأضاحٍ وسلال غذائية

27 يونيو 2023
سكان الرقّة في حاجة إلى كلّ دعم ليتمكّنوا من الاحتفال بالعيد (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

تتعدّد المبادرات الخيرية والفعاليات المجتمعية في مدينة الرقة شمال شرقيّ سورية، بمناسبة عيد الأضحى، التي تستهدف الأضعف اجتماعياً، خصوصاً بعد كلّ ما عانته المدينة في خلال أكثر من عقد، من قبيل الدمار والتهجير وغير ذلك.

وقد دفع سكان الرقة ثمناً باهظاً نتيجة تعاقب الجهات المسيطرة عليها، من قبيل النظام السوري وتنظيم "داعش" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). إلى جانب ذلك، ازداد عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية إلى أكثر من 15 ألفاً، بحسب بيانات مجلس الرقة المدني لعام 2023، لأسباب عدّة. ويمثّل هذا الأمر تحدياً صعباً أمام الحكومة والمنظمات العاملة في الرقة.

"صنائع المعروف" واحدة من الفعاليات الخيرية التي تنشط للعام الرابع على التوالي، بهدف "تلبية احتياجات العائلات الفقيرة والأشدّ تضرراً"، بحسب ما يقول عيسى السطم، وهو مسؤول إداري في المبادرة. يضيف لـ"العربي الجديد": "لدينا ما يقارب 300 عائلة فقيرة مسجّلة في سجلاتنا، ونحن نعمل على تلبية احتياجاتها ومتطلباتها على مدار السنة".

ويؤكد السطم أنّ "مبادرة أضاحي صنائع المعروف أُطلقت أخيراً، ويُصار في خلالها (منذ أربعة أعوام) إلى جمع تبرّعات من الميسورين والتجار والمغتربين لشراء الأضاحي قبل العيد ثمّ توزيع لحومها على العائلات الفقيرة المسجّلة لدينا". يضيف السطم أنّ "الأحوال المعيشية الصعبة في هذه الأيام وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء حالتا دون إقامة العائلات الفقيرة، وكذلك النازحة، وتلك التي تعيلها أرامل، موائد في العيد. وهو ما دفعنا في صنائع المعروف إلى إطلاق المبادرة".

بدوره، أطلق فريق "بشائر الخير" التطوعي مبادرة "بشائر عرفة" التي خصّصت قسائم مالية وسلال غذائية وأضاحي للعائلات الفقيرة، بحسب ما يفيد المتطوّع في المبادرة حسان محمد "العربي الجديد". ويشرح أنّه "في خلال اليومَين الفائتَين جهّزنا 200 سلة غذائية عائلية تتضمّن أبرز المواد الاستهلاكية والغذائية لتوزيع اليوم الثلاثاء في يوم وقفة عرفات. كذلك قدّمنا قسائم مالية، الواحدة منها بقيمة 50 ألف ليرة سورية (نحو 20 دولاراً أميركياً)". ويتابع محمد: "خصّصنا كذلك 20 رأساً من الأغنام كأضاحٍ لتوزيعها في حصص، في ثاني أيام عيد الأضحى، على 200 عائلة مسجّلة لدينا".

في سياق متصل، أطلق ناشطون وإعلاميون من مدينة الرقة مبادرة "نريد نغير" التي استهدفت عائلات النساء والأطفال الذين يجمعون الخردة. ويقول الناشط عبد الرزاق العبيو، أحد القائمين على المبادرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قبل شهرَين، قمنا، كمجموعة من إعلاميي الرقة وناشطيها، بمتابعة وإحصاء الأطفال والنساء من أحياء الرقة ومخيّماتها والنازحين إليها. وحاولنا حشد دعم لهؤلاء المستضعفين وجمعناهم في ورش. فهؤلاء يتعرّضون لمخاطر عديدة".

ويشير العبيو إلى أنّه "انطلاقاً من مبادرتنا الحالية نريد نغير، وجدنا أنّ ثمّة جهات عدّة عمدت إلى تقديم الدعم للعائلات. فثمّة آثار كارثية لأحوال تلك العائلات على الأطفال خصوصاً، إلى جانب المخاطر ذات الصلة، من قبيل العمالة والتسرّب المدرسي. ويُضاف إلى ذلك تعرّض الأطفال لانفجار ألغام وإعاقات".

أمّا منظمة "نسمة أمل" الإنسانية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة في الرقة، فعمدت بحسب ما يبيّن منسّقها نزار النايف إلى "توزيع الملابس على 100 طفل من كلّ الأعمار مسجّلين لدينا، أمس الاثنين". يُذكر أنّ الملابس الجديدة من ضروريات العيد بالنسبة إلى الأطفال. ويلفت النايف إلى أنّه "نقدّم كذلك علاج نفسياً وآخر فيزيائياً لمن يحتاجهما"، مضيفاً أنّ "هذه المبادرة على نفقة متبرّع وبإشراف مباشر من قبل القائمين على المنظمة".

المساهمون