منذ صباح السبت، بدأت الصلوات تقام في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية احتفالا بعيد الميلاد للطوائف الشرقية، حيث أعرب المشاركون فيها عن حزنهم لما يحدث في قطاع غزة وصلاتهم من أجل من فيه.
كما بدأ وصول مواكب البطاركة لمختلف الطوائف إلى كنيسة المهد، وهو المكان الذي يُعتقد أنه شهد ميلاد المسيح، تمهيدا لقداس منتصف ليل السبت/الأحد.
وقال مسيحيون لـ"الأناضول" إن العيد هذا العام حزين جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وإنهم يصلون من أجل أطفال غزة ومن أجل السلام.
وتقام الاحتفالات في بيت لحم هذا العام على غير العادة، حيث خلت المدينة التي تعد أقدس مكان ديني مسيحي في العالم من أي مظاهر احتفالية، ومن دون زينة وشجرة ميلاد.
وفي مثل هذا الوقت من كل عام، كانت بيت لحم تعج بالحجاج المسيحيين والسياح الذين يزورون المدينة احتفالا بعيد الميلاد، حيث تقام احتفالات وتضاء شجرة الميلاد التي تعد واحدة من أهم أشجار الميلاد في العام.
وخلت أزقة البلدة القديمة وأسوار الكنيسة الأهم للمسيحيين في العالم من أي مظاهر للزينة والعيد.
وبدت ساحة المهد التي تشهد دوما حركة نشطة وتنصب فيها كل عام شجرة الميلاد شبه فارغة إلا من سكان محليين.
وبيت لحم مدينة تاريخية، تقع جنوبي الضفة، وتكتسب قدسيتها من وجود "كنيسة المهد" التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم ولد في الموقع الذي قامت عليه.
مطران السريان في بيت لحم: نشهد حرب إبادة بحق أطفال غزة
قال المطران مار أنتيموس جاك يعقوب، النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "بمثابة مجزرة بحق الأطفال"، مضيفا" ما يمر به الشعب الفلسطيني وخاصة أطفال قطاع غزة هو ذات المجزرة التي ارتكبها الملك هيرودس بحق أطفال بيت لحم قبل ألفي عام، تعاد الكرة من جديد ويقتل الأبرياء من دون سبب رغم أن غايتهم العيش بسلام".
وتابع: "نقول للعالم أن يرى بعين الحقيقة"، متسائلا: "ما هو ذنب أطفال رضع يقتلون من دون ذنب؟ ما يحدث حرب انتقام ويدفع ثمنها أناس أبرياء وأمهات تتألم وأطفال يبكون".
وقال يعقوب: "رسالة الميلاد لم تتغير منذ الفي عام رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وهي رسالة سلام ومحبة"، مضيفا: "رغم الآلام والأمور الصعبة والحروب، لكن مصدر السلام الحقيقي هو الله الذي وعد أنه معنا".
مسيحيو القدس: لم نشعر بالعيد
تقول لطيفة دعيس، مسيحية من مدينة القدس،عقب تأدية صلواتها في كنيسة المهد: "لم نشعر بالعيد، لا توجد أي فرحة جراء الأجواء والوضع العام، من غير الممكن أن نفرح وغيرنا يموت في قطاع غزة والضفة، نحتفل بعيد الميلاد بالصلوات والطقوس الدينية من دون أي مظاهر احتفالية"، مضيفة: "ما يجري اليوم إجرام بحق شعبنا الفلسطيني".
وقالت دعيس: "رسالة الميلاد محبة وسلام ونحن اليوم في أرض السلام لا يوجد سلام، وكل ما يجري عكس السلام والمحبة"، موجهة رسالة للعالم قالت فيها: "يكفي هذا القدر من القتل والدمار".
بيت لحم محاصرة كباقي مدن الضفة
وقال جاك عيسى: "نصلي اليوم من أجل غزة، من أجل وقف الحرب والقتل ووقف شلال الدم"، مضيفا: "في غزة يقتل الفلسطيني من دون تفريق عن عمره ودينه، كل ما هو فلسطيني يقتل، بيت لحم تحاصر كما بقية مدن الضفة الغربية".
وتابع عيسى: "بيت لحم اليوم من دون حجاج وسياح، ولا يوجد أي مؤشر لوجود العيد، الحزن سيد الموقف".
عيد ميلاد حزين
وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا في حديث سابق لـ"الأناضول": "تعيش بيت لحم وكنيسة المهد اليوم الحزن والغضب، ورسالتنا رفض ما يحدث من حرب إبادة في قطاع غزة ومحاولة تهجير السكان"، مضيفا: "بيت لحم اليوم حزينة لا توجد فرحة، قررنا عدم تزين المدينة، ولأول مرة بيت لحم من دون شجرة الميلاد".
وأشار حنانيا إلى أن "كنائس بيت لحم وكنيسة المهد، مهد السيد المسيح، تصلي اليوم وفي العيد لأطفال غزة الذين تقتلهم إسرائيل وتحرقهم"، مضيفا: "من مهد المسيح نرسل رسالة للعالم مفادها أن أوقفوا هذه الحرب، حرب الإبادة".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى السبت 22 ألفا و722 شهيدا و58 ألفا و166 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
(الأناضول، العربي الجديد)