عيد الأضحى في الضفة الغربية... الشهداء حاضرون 

16 يونيو 2024
قبور شهداء في نابلس (ناصر أشتيه/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال الأعياد، يزداد الاهتمام بالشهداء الفلسطينيين وذويهم في نابلس بالضفة الغربية، حيث يتوجه الآلاف للمقابر لقراءة الفاتحة وتلاوة آيات على أرواح الشهداء، معبرين عن التضامن والمواساة بين الفلسطينيين.
- في مخيم بلاطة، يعبر السكان عن التضامن من خلال تعليق يافطات تحيي ذكرى الشهداء وتخصيص بيوت لعائلاتهم بعد صلاة العيد، مؤكدين على وحدة الشعب ورفض التفرقة.
- خطب عيد الأضحى في مساجد الضفة تركزت حول العزة والكرامة، مشيدة بصمود أهل غزة وداعية لاحترام مشاعر ذوي الشهداء والأسرى، في تأكيد على التضامن والوحدة أمام التحديات.

يحظى الفلسطينيون الشهداء وذووهم منذ سنوات باهتمام كبير خلال الأعياد، وزاد ذلك هذا العام في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية. في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة توجه آلاف المواطنين الفلسطينيين بعد أدائهم صلاة عيد الأضحى، اليوم الأحد، إلى المقابر، وهذه عادة قديمة في المدينة ذات الطابع الديني الأقرب إلى الصوفية، من أجل قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء والوقوف إلى جانب ذويهم، خاصة أولئك الذين ارتقوا أخيراً.
وتجمّع عشرات من الأقارب والأصدقاء لتلاوة آيات من الذكر الحكيم والدعاء للشهيد معتز النابلسي الذي قضى قبل نحو أسبوعين برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية عسكرية واسعة بمخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس استهدفت المقاوم أدم فرّاج الذي استشهد أيضاً.
وقال خالد صادق النابلسي، والد معتز، لـ"العربي الجديد": "لم تتلاش صدمة عائلتنا من فقدان نجلها الأكبر، وجئنا إلى المقبرة الشرقية في نابلس لقراءة الفاتحة على روحه، وفوجئنا بأن عشرات من المواطنين والأقارب وأصدقاء لابني الشهيد وصلوا قبلنا، وأحاطونا بمشاعر التضامن والمواساة، وهذا ليس غريباً على أبناء الشعب الفلسطيني المكلوم منذ عقود".
وفي مخيم بلاطة الذي يتعرض لاقتحامات شبه يومية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، عُلقت عشرات اليافطات التي تحيي ذكرى شهداء ارتقوا فيه خلال الأشهر الماضية. وقال الناشط عماد حشاش لـ"العربي الجديد": "درجت العادة منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 أن يؤم جميع أبناء المخيم المقبرة بعد خروجهم من صلاة العيد لمواساة أهالي الشهداء الذي يصطفون عادة في طابور على مدخل المقبرة للتسليم على المواطنين. كما درجت العادة أن يُخصص بيت لضم كل عائلات الشهداء بعد الصلاة مباشرة وحتى ساعات الظهيرة، في أحد أشكال الوقوف والتضامن مع أسر الشهداء".
وأضاف: "هذا العيد الثاني الذي يمر على غزة تحت العدوان، ونحن شعب واحد لن نسمح أن يفرقنا أحد. من يقتلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة هو العدو الإسرائيلي المجرم الذي يستهدف فعلياً كل الوجود الفلسطيني".
وفي مقبرة شهداء مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، اعتاد الفلسطينيون في كل عيد زيارة أضرحة الشهداء، وتعليق لافتات تشيد بالشهداء.

وخصص غالبية الأئمة في مساجد الضفة الغربية خطب عيد الأضحى للحديث عن آيات العزة والكرامة والنصر الآتية من قطاع غزة، وتحدثوا بإسهاب عن ثبات أهلها وتضحياتهم ومعاناتهم. وقال خطيب مسجد النور بمدينة نابلس الشيخ محمد ملاح: "قدم أهل غزة أنفسهم أضحية على مذبح الحرية من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي وتحرير المسجد الأقصى المبارك والأسرى في السجون، وأسقط صمودهم وصبرهم ورقة التوت عن الأنظمة التي اشبعتنا بالأحاديث عن الحريات وحقوق الإنسان".
وشدد الشيخ موسى ياسين، في خطبته بمسجد في مدينة قلقيلية، على ضرورة احترام مشاعر أهل غزة وذوي الشهداء والأسرى والنازحين والمنكوبين، وإظهار أقصى درجات التضامن معهم، وتجنب مظاهر الفرح والاقتصار على الشعائر الدينية. وقال: "أرجوكم تأدبوا في حضرة البلاء. لا داعي للتهاني والتبريكات. نسأل الله أن يديم عليكم فرحتكم، وأن يرزقها لغزة وأهلها قريباً عاجلاً".
وذكّر بأن صحابة النبي محدد كانوا يكرهون أن يسألوا الله العافية في حضرة المبتلى، وقال: "من لم يسرّه ما يسرّ المؤمنين ويسوؤه ما يسوء المؤمنين، فليس منهم".

المساهمون