عيادات طبية مجانية للفقراء والأيتام في اليعربية السورية

27 ابريل 2023
يستفيد من هذه العيادات الأيتام والأرامل والمعوقون ببلدة اليعربية (العربي الجديد)
+ الخط -

تتواصل في سورية المبادرات والأعمال الخيرية ذات الطابع المحلي المجتمعي، على خلفية الواقع المعيشي الصعب، وعدم قدرة السكان على تحمل تكاليف الحياة الباهظة، خاصة بعد زلزال 6 فبراير/ شباط وتداعياته في الشمال السوري.

ولم يكن القطاع الصحي باستثناء من إسهامات جمعيات خيرية تتبنى الفئات الهشة من المجتمع (الأيتام والأرامل والنازحين) كما هو حال مبادرة "81 طبيباً وطبيبة بالرقة"، والتي جاءت تحت عنوان "تفاؤل" للعام الثاني على التوالي، بهدف تقديم المساعدة لأهالي مناطق ريف الحسكة المعروفة بهشاشة الواقع المعيشي والصحي، من خلال افتتاح مراكز وعيادات تخصصية مجانية في قرية اليعربية على الحدود السورية العراقية.

ويقول مدير عيادات في منظمة "شباب تفاؤل"، الدكتور فراس ممدوح الفهد، لـ"العربي الجديد" إنه "بعد تجربة العيادات المجانية بالرقة وتحقيق أثرها الإيجابي على الأيتام والفقراء، نقلنا مشروع المبادرة لريف الحسكة، وبالتحديد منطقة اليعربية، كونها تتوسط عدة مناطق من ريف الحسكة، بمساهمة 6 أطباء محليين من ذات البلدة".

ويستفيد من هذه العيادات الأيتام والأرامل والمعوقون ببلدة اليعربية تل كوجر وريفها، وهو مشروع خيري إنساني لخدمة هذه الفئات، يتضمن خدمات معاينات طبية وصيدلية ومركز علاج فيزيائي وإحالات طبية مجانية للقامشلي للتخصصات غير المتوفرة في تل كوجر، وفقا للطبيب.

وأشار الفهد إلى أنّ "المبادرة تعمل بجهد شخصي ودون أي دعم مالي أو طبي، باستثناء جهود 6 من أطباء بلدة اليعربية تل كوجر"، لافتا إلى أنه الفرع الثاني للعيادات الخيرية لجمعية فراس ممدوح الفهد، ومنظمة شباب "تفاؤل" في مدينة الرقة.

وتابع المتحدث: "يوجد نظام صرف أدوية، ولكن للأسف تعاني صيدلية المركز من قلة الأدوية، أما بالنسبة للتخصصات المتوفرة حاليا فهي معالجة عامة، أطفال، أمراض نسائية، داخلية وطب أسنان". وأوضح أن الحالات المرضية الواردة وجميع التخصصات الطبية الأخرى تتم عبر إحالات طبية مجانية لمدن القامشلي ومعبدة على نفقة المركز.

ويقول جاسم سعيد (55 عاماً)، وهو من أهالي تل كوجر اليعربية لـ"العربي الجديد": "أعاني منذ فترة من التهابات في الجهاز الهضمي وأتردد إلى مدينة القامشلي للعلاج، لكن تكلفة التحليل والتصوير ومعاينات ومراجعات الطبيب، فضلا عن المواصلات، تثقل كاهلي كحال العديد من المرضى في المناطق الريفية، ومنذ افتتاح العيادات الخيرية وفرت أعباء عديدة على سكان البلدة، خاصة مع تعدد الاختصاصات والإحالة المجانية لمرضى السكري والقلب والأمراض المكلفة كالسرطان والتلاسيميا".

من جهته، يرى الناشط الإعلامي من القامشلي، مدين عليان، أن هذه المبادرات في منطقة شمال شرق سورية "خطوة جيدة واستثنائية يستفيد منها العديد من فئات المجتمع، خاصة النازحين، كون البلدة تقع في منطقة حدودية"، لافتا بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود مبادرات أخرى في المخيمات الرسمية مثل الهول وروج، ومدن مثل الرقة، لكن هذه تعتبر الأولى التي تغطي الريف، وفي منطقة حساسة من الشمال السوري.

المساهمون