عودة طوعية لمهاجرين تونسيين من صربيا: ارتفاع كلفة اجتياز الحدود

02 نوفمبر 2022
صربيا تحتجز عدداً من التونسيين منذ أيام في مطار بلغراد (فرانس برس)
+ الخط -

يختار مهاجرون تونسيون عالقون في صربيا العودة الطوعية إلى بلادهم بعد فشلهم في عبور الحدود نحو مقاصدهم في بلدان أوروبية، نتيجة ارتفاع كلفة العبور مع تضييق الخناق على شبكات المهربين الناشطين في المجال.

وعلى الحدود الصربية – المجرية، لا يزال مئات التونسيين ينتظرون الفرصة من أجل العبور نحو النمسا أو ألمانيا وفرنسا، غير أنّ تضييق السلطات الصربية على شبكات التهريب هناك، تدفع عدداً من التونسيين إلى التفكير في العودة الطوعية مروراً عبر القنوات الرسمية الدبلوماسية لبلادهم.

ويقول محمد علي البوغانمي ( 36 عاماً)، وهو شاب تونسي سافر إلى صربيا عبر تركيا منذ أكثر من 3 أشهر، إنه اتخذ قراراً بالعودة الطوعية إلى بلاده، وبدأ الترتيبات لذلك بعد اتصاله بقنصلية تونس في صريبا من أجل مساعدته على الرجوع.


وأكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه حصل على وعد بالمساعدة على العودة إلى بلاده في غضون 15 يوماً، مشيراً إلى أنّ فشله في العبور نحو الحدود النمساوية دفعه إلى اتخاذ مثل هذا القرار، بعدما أنفق نحو 20 ألف دينار على رحلة هجرة "غير موفقة"، بحسب قوله. (الدولار = نحو 3.3 دنانير)

وأضاف البوغانمي أنّ "عدداً كبيراً من التونسيين يفكرون أيضاً في العودة مع ارتفاع كلفة العبور"، لافتاً إلى أنّ "المهربين أصبحوا يطلبون مبالغ كبيرة مقابل تسهيل مرور المهاجرين نحو وجهاتهم الأوروبية الأخرى، ولا سيما مع انخفاض درجات الحرارة وصعوبة البقاء في طقس بارد في الغابات الصربية".

وتحدث في سياق متصل عن أنّ "تسهيلات العبور أصبحت تمنح لمن يدفع أكثر للمهربين، ما يدفع العديد من المهاجرين غير النظاميين إلى قرار العودة الاختياري لأسباب مالية بحتة".

وعلى الحدود بين صربيا والمجر، يقول مهاجرون، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدداً كبيراً من المهربين من مختلف الجنسيات يساعدون المهاجرين على عبور الحدود بأسعار مرتفعة وهم أساساً مهربون من أصول سورية وعراقية ومغاربة، لكن أشهرهم على الإطلاق وأوسعهم سمعة وأعلاهم ثمناً هو الكزاوي، وهو مهرّب مغربي من الدار البيضاء (كازابلانكا)، كما تدل كنيته"، بحسب رواياتهم.

وأخيراً، بدأت السلطات الصربية في اتخاذ تدابير متشددة تجاه المهاجرين التونسيين الواصلين إلى أراضيها عبر الرحلات الجوية القادمة من تركيا ومنها فرض تأشيرة دخول، بداية من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إلى جانب ترحيل آخرين من مطار بلغراد نحو مطار صبيحة كوكجن التركي، وفق ما أعلنه البرلماني السابق مجدي الكرباعي على صفحته الرسمية على "فيسبوك".


ويحتجز عدد من التونسيين (لا يعرف عددهم) منذ أيام في مطار بلغراد، ويجري ترحيلهم قسراً إلى تركيا، بحسب آخر المعلومات.

وتدخلت وزارة الخارجية التونسية مع السلطات الصربية لحل ملف عشرات التونسيين الموقوفين بالمطار في ظروف سيئة للغاية، ويرفضون إعادتهم قسراً إلى تونس أو تركيا.

المساهمون