عودة الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة في الجامعات الأميركية

04 سبتمبر 2024
وضع صبغ أحمر على تمثال آلما مارا بجامعة كولومبيا احتجاجاً على قتل الفلسطينيين (منصة إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **عودة الاحتجاجات الطلابية**: شهدت الجامعات الأميركية، وخاصة جامعة كولومبيا، تظاهرات مناهضة للحرب على غزة، مطالبين بوقف استثمارات الجامعة في إسرائيل ومقاطعتها أكاديمياً واقتصادياً.

- **تصاعد الاحتجاجات وتدخل الشرطة**: الاحتجاجات التي بدأت في الربيع عادت بقوة، حيث قام الطلاب برشق تمثال "آلما مارا" بالصبغ الأحمر، مما أدى إلى تدخل الشرطة واعتقال بعض الطلاب.

- **إجراءات الجامعات لمواجهة الاحتجاجات**: شددت الجامعات الأميركية إجراءاتها الأمنية، مثل إغلاق البوابات وزيادة تواجد الشرطة، للتضييق على التظاهرات الطلابية المناصرة للقضية الفلسطينية.

عاد طلاب الجامعات في الولايات المتحدة إلى مقاعد الدراسة مع قدوم فصل الخريف وعادت معهم الاحتجاجات الطلابية والتظاهرات المناهضة للحرب على غزة. وفي أول يوم دراسي رسمي، أمس الثلاثاء، تظاهر طلاب من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك مطالبين بأن تقوم جامعتهم بوقف استثماراتها ومقاطعة إسرائيل أكاديمياً واقتصادياً بسبب سياستها ضد الفلسطينيين واستيطانها وحربها على غزة، والتي تدعمها الإدارة الأميركية دبلوماسياً وعسكرياً.

وتعود الاحتجاجات الطلابية للواجهة، وإن كانت ما زالت في بداياتها، مع عودة الدراسة بعد استمرارها وانتشارها في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال الفصل الدراسي الماضي (الربيع). وعلى الرغم من توقفها خلال الصيف، بسبب العطلة الدراسية، إلا أن الاحتجاجات ضد الحرب لم تتوقف وإن كان زخمها قد خف بعض الشيء؛ بسبب العطل الصيفية. وكان من المتوقع أن تعود الاحتجاجات عموماً، والطلابية خاصة، إلى الواجهة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية الرئيسية في نوفمبر/ تشرين الثاني في ظل استمرار الحرب.

وكانت شرارة الاحتجاجات الطلابية انطلقت من جامعة كولومبيا في الربيع الماضي إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة وقمعت رئيسة الجامعة آنذاك نعمت شفيق، التي استقالت مؤخراً من منصبها، الطلاب واستدعت شرطة نيويورك لفض اعتصاماتهم السلمية وخيمهم داخل الحرم الجامعي والقبض عليهم.

وتظاهر بعض الطلاب مع بدء العام الدراسي الأكاديمي، الثلاثاء، أمام الحرم الجامعي، وبحسب تقارير رشق بعض الطلاب داخل الحرم تمثال "آلما مارا" أمام مكتبة كلية القانون وسط حرم جامعة كولومبيا بالصبغ الأحمر رمزاً لقتل الفلسطينيين واحتجاجاً على استمرار الجامعة في استثماراتها في إسرائيل أو شركات الأسلحة وغيرها من الاستثمارات التي يرى الطلاب أنها تدعم الاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وحرب الإبادة على غزة.

وأشار الحساب الرسمي لحركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" فرع جامعة كولومبيا، على منصة إكس إلى أن شرطة نيويورك اعتقلت اثنين من المحتجين السلميين من الطلاب المتظاهرين.

وناشد طلاب جامعة كولومبيا الذين تظاهروا أمام إحدى البوابات الرئيسية للحرم الجامعي بقية الطلاب بالإضراب وعدم التوجه إلى صفوفهم والاحتجاج على استمرار الحرب وتدمير الاحتلال الإسرائيلي للجامعات الفلسطينية في قطاع غزة وقتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء خلال أقل من سنة. ومن ضمن مطالب طلاب جامعة كولومبيا المحتجين وجامعات أخرى أن تكشف الجامعات التفاصيل حول استثماراتها وخاصة تلك التي تتعلق بالشركات التي لها فروع في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية ناهيك عن الاستثمارات في شركات الأسلحة والشركات الأمنية والإسرائيلية عموماً.

ويطالبون كذلك بأن توقف الجامعات برامجها التعاونية مع الجامعات الإسرائيلية أو فروعها هناك، بسبب دور الجامعات الإسرائيلية وعلاقتها الوطيدة بالجيش الإسرائيلي. والجدير بالذكر أن جامعات كولومبيا ومثيلاتها هي جامعات خاصة ويصل حجم صناديق استثماراتها لمليارات الدولارات ولا تفصح عن تفاصيلها وتتكتم عليها.

وشددت جامعة كولومبيا، كما جامعات أخرى، من الإجراءات التي تتخذها لتحد من التظاهرات الطلابية داخل حرمها أو حولها. فأغلقت جامعة كولومبيا البوابات المؤدية إلى الحرم الجامعي والتي كانت سابقاً مفتوحة للجمهور العام ومع بدء الاحتجاجات الفصل الماضي عمدت إلى إغلاقها ولم تسمح إلا للعاملين والطلاب بالدخول. كما انتشرت الشرطة وقوات الأمن بما فيها أمن الجامعة وزادت من تواجدها حول الحرم وداخله مع تفتيش حقائب الداخلين إليه.

أما جامعة نيويورك والتي تتوزع بناياتها في عدة مربعات في المدينة ولا يوجد لديها حرم تقليدي ببوابات يمكن إغلاقها، كما جامعة كولومبيا، فقامت بإغلاق المساحات القليلة المفتوحة أمام بعض البنايات وبناء جدار حول واحدة من الساحات التي شهدت احتجاجات الفصل الماضي ومخيمات اعتصام، كانت فضتها بعد أن استدعت إدارة الجامعة شرطة نيويورك لاعتقال الطلاب المعتصمين والأساتذة الذين كانوا يحمون طلابهم.

ومن اللافت أن الكثير من الجامعات الأميركية الخاصة عمدت خلال الصيف إلى تشديد لوائحها وقوانينها الداخلية تحت حجج مختلفة للتضييق على الطلاب المناصرين للقضية الفلسطينية والمعارضين للحرب. ومن المتوقع أن تزداد حدة الاحتجاجات بازدياد سياسات التضييق على الطلاب والأساتذة وحرية التعبير.

المساهمون