على الرغم من أنّ النحاتين يعتمدون في الأغلب المعايير الجمالية القياسية عند تنفيذ أعمالهم الفنية، فإنّ مايكل عادل المدرّس المساعد في كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا في مصر، قرّر أن يتجاوز هذه المعايير في أعماله من ضمن مبادرة لتقبّل الاختلاف ومحاربة التنمّر، خصوصاً ذلك الذي يطاول البدناء.
يقول عادل إنّ الفكرة راودته بعد تنّمر صدر عن إحدى المذيعات "في حقّ البدناء وأصحاب الوزن الثقيل"، وفكّر في البداية أن يردّ على ما قالته من حديث تمييزي بمنشور على موقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقرّر الردّ عليها بأعمال فنيّة لأنّه يرى في الفنّ لغة تعيش أكثر.
وقد نفّذ عادل تماثيل عدّة جعل فيها البدناء "أبطال القصّة"، لأنّ هدف المتنمّر الأساسي بحسب ما يراه هو اختفاء المختلف عنه. لذلك جعله هو بطل القصة الرئيسي، ليطرح أعماله عبر حسابه الخاص على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ويلاقي ردود أفعال أدركت فكرته.
يرى عادل في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ ضحية التنمّر يُحبَس دائماً في داخل رؤية المتنمّر له، الأمر الذي يحدّ من طاقاته وأحلامه. لذلك عبّر عن ذلك في أحد تماثيله الذي صوّر امرأة بدينة مقيّدة بأحجار تثبّتها بالأرض، فيما حلّ محلّ رأسها جنين في إشارة إلى الطاقات التى تختفي في داخلها ولا تنطلق مثلما يختفي الجنين في رحم الأمّ.
ويطمح عادل إلى تبنّي فكرته، فيُصار إلى وضع تماثيل أو رسومات تعبّر عن الاختلاف وتقبّل الآخر في كلّ مصلحة حكومية أو مدرسة.