عشرات الآلاف يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى
أحيا مئات الآلاف من مختلف أنحاء فلسطين التاريخية ليلة القدر الإثنين في المسجد الأقصى، وسط انكفاء قوات الاحتلال الإسرائيلي عن أبواب المسجد وإعادة تموضعها عند محاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة بالقدس، ونشرها مئات السواتر الحديدية على مداخل المدينة خاصة في أحيائها الشمالية كالشيخ جراح وواد الجوز، ما اضطر الوافدين إلى الأقصى للسير مسافات طويلة على أقدامهم.
وقدّر مسؤولون في الأوقاف أعداد المشاركين في إحياء ليلة القدر وصلاة العشاء والتراويح بأكثر من 280 ألفاً، قالت شرطة الاحتلال، في بيان لها، إنّ من بينهم نحو 130 ألف فلسطيني من الضفة الغربية.
شاهد: أكثر من ربع مليون يُحيون ليلة القدر في #الأقصى. pic.twitter.com/FKpT7rE441
— وكالة سبق24 الإخبارية 🇵🇸 (@sabq24pal) April 17, 2023
تعليقاً على هذا العدد الكبير من الوافدين للمسجد الأقصى، قال أحد مساعدي مدير أوقاف عام القدس، عزام الخطيب، إنه "حضور غير مسبوق، بحيث لم تجد أعداد كبيرة من المصلين موطئ قدم لها في ساحاته واضطرّت أعداد كبيرة من النساء للصلاة وقوفاً، أو الصلاة على مدرجات مصلى الصخرة المشرفة".
وأضاف المسؤول ذاته، في حديث لـ"العربي الجديد" شريطة عدم ذكر اسمه، أنّ العشرات من موظفي الأوقاف وحراس الأقصى بالتعاون مع أعداد كبيرة من المتطوعين، عملوا ضمن فرق لتنظيم دخول المصلين ومغادرة أفواج منهم المسجد، قبل أن يعودوا ثانية ضمن أفواج أخرى ازدحمت بهم البلدة القديمة.
ورفعت عيادات الطوارئ في الأقصى التابعة للأوقاف، وكذلك طواقم الإسعاف المحلية التابعة للهلال الأحمر من جاهزيتها منذ مساء الإثنين، وقدمت الإسعاف الأولي لأكثر من 110 حالات تراوحت بين اختناق وانخفاض في سكر الدم أو ارتفاع ضغط الدم وانخفاضه، نجم بعضها عن الازدحام الشديد أو السير لمسافات طويلة سيراً على الأقدام.
وقال محمد السلايمة المتطوع بأحد فرق التنظيم لـ"العربي الجديد": "لقد بذلنا كل جهد ممكن لتأمين النظام داخل الساحات وعلى أبواب المسجد، رغم الأعداد الهائلة من المصلين، حيث كان لزاماً علينا أن نفصل النساء عن الرجال عند الأبواب، وتخصيص مساحات محددة للنساء لا يتخطاها الرجال".
وقدمت إحدى الجمعيات الفلسطينية مئات آلاف الوجبات والتمور والمياه ساعة الفطور للوافدين إلى الأقصى. ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في طريق المجاهدين المتاخم لباب الملك فيصل، نحو عشر مبعدات من تناول وجبات الإفطار اعتدن تناولها منذ بداية شهر رمضان في تلك المنطقة.
وقالت إحدى المبعدات عن المسجد الأقصى وتدعى عايدة الصيداوي لـ "العربي الجديد": "هذه المرة منعونا من أن نفطر قرب باب الملك فيصل، وهم يلاحقوننا في كل مكان نذهب إليه. من حقنا التواجد في الأقصى لكنهم يمنعوننا بقرارات إبعادهم المتكررة".
أما المبعدة نفيسة خويص فقالت: "قاعدون على قلوبهم. الأقصى لنا مهما فعلوا. لن يمنعونا من الصلاة في الأقصى أو على أبوابه".
وليس بعيداً عن المسجد الأقصى، كانت ساحة باب العامود تشهد تجمعاً كبيراً من الفلسطينيين خاصة الشبان، إضافة إلى عشرات عربات الباعة المتجولين وسط أصوات الأناشيد الدينية والأغاني الخاصة بالأطفال.
في مقابل ذلك، اقتطعت قوات الاحتلال جزءاً من المنطقة المحاذية لساحة باب العامود لأعداد كبيرة من الجنود وعناصر الشرطة، الذين وضعتهم في حالة تأهب قصوى، وانتشرت عند مسار القطار الخفيف الذي نقل أعداداً كبيرة من المقدسيين من سكان الأحياء الفلسطينية الشمالية الذين آثروا القدوم بها على استخدام مركباتهم؛ نظراً للازدحام المروري وإغلاق شرطة الاحتلال أحياء مقدسية بأكملها.