عراقيات تحدّين كورونا

08 مارس 2021
أعدت سالي الغزاوي تقارير عدة حول كورونا (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يمنع تفشي فيروس كورونا العراقيات العاملات في مهن عدة من الاستمرار في العمل متحديات الظروف الصعبة، سواء كانت معيشية أو صحية أو نفسية، عدا عن قرارات حظر التجول التي فرضتها السلطات في البلاد. وأجبرت الجائحة كثيرات على العمل من منازلهن، في وقت واصلت ناشطات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوق النساء الضغط على مجلسي النواب والوزراء لتحقيق مطالبهن وحقوقهن من خلال سن قوانين جديدة.  

المرأة
التحديثات الحية

واصلت العديد من النساء أعمالهن رغم تفشي كورونا، سواء في قطاع الإعلام أو في التعليم والصحة وغيرها. في هذا الإطار، تقول الصحافية العاملة في جريدة محلية، سالي العزاوي (27 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، إنها أصيبت بكورونا نهاية العام الماضي، لكن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في العمل والتواصل عبر الهاتف مع المصابين في مدن عراقية مختلفة، ونقل معاناتهم إلى المسؤولين في البلاد. توضح أنه خلال الأشهر الماضية، تمكنت من إنهاء المرحلة التحضيرية من دراستها العليا لنيل شهادة الماجستير في الإعلام من جامعة بغداد. وتعمل حالياً على إنهاء أطروحة الدكتوراه تمهيداً لمناقشتها، وقد منحها كورونا الوقت الكافي لذلك. 
تعترف العزاوي أنها شعرت بالخوف والقلق لدى إصابتها بالفيروس، بسبب الأخبار الكثيرة والمغلوطة عن كورونا، التي كثر تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها تحدّت الفيروس والخوف وواصلت العمل. وتقول إنها خلال الأشهر الماضية، كتبت الكثير من التقارير والمقالات عن فيروس كورونا ومدى تأثير تفشيه على العراق في مختلف المجالات، "علماً أن تأثيراته طاولت الجميع وبالأخص ذوي الدخل المحدود"، مضيفة أن صحافيات كثيرات واصلن العمل خلال ذروة تفشي الفيروس، لافتة إلى أنهن أعددن الكثير من التقارير المكتوبة التي نقلت هموم الناس وساهمت في توعية المجتمع. من جهة أخرى، حاولت الاستفادة من هذه الفترة وقضاء وقت أطول مع أسرتها، وهو ما تفتقده منذ سنوات بسبب انشغالها بالعمل والدراسة.
أما زهراء الموسوي ( 28 عاماً)، فما زالت تعلّم وتدرس في آن. هي محاضرة في قسم هندسة تقنيات الاتصالات في جامعة الإمام الصادق في بغداد، وتتابع دراستها لنيل شهادة الدكتوراه بعلوم الحاسوب. تقول لـ "العربي الجديد" إنها تأثرت بجائحة كورونا وضجرت بسبب الظروف الاستثنائية التي قيدت حركة الجميع وعطّلت مرافق الحياة كافة. لكنها سعت إلى التكيّف مع هذه الظروف، وواصلت العمل الجاد لإكمال دراسة الدكتوراه. وتلفت إلى أنها اكتسبت مهارات جديدة وعملت على تعديل برنامجها اليومي بما ينسجم مع متطلبات كورونا، واستخدمت أساليب جديدة في التعليم مستفيدة من وسائل التواصل الاجتماعي خلال التعليم. في الوقت نفسه، تقول إن هذه الظروف التي يمر بها العراق والعديد من الدول حول العالم فرضت ضغوطاً جديدة على الناس. على سبيل المثال، فإن انقطاع التيار الكهربائي أثّر على التواصل مع الطلاب. 
وتشير منظمات مدنية وحقوقية وأخرى معنية بحقوق المرأة في العراق إلى خسارة كثيرات وظائفهن، لا سيما العاملات في المطاعم والمجمعات التجارية، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، من جراء انخفاض قيمة الدينار العراقي وتراجع القوة الشرائية لدى العراقيين، في ظل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها البلاد للحد من تفشي الفيروس.  

إلى ذلك، تقول الناشطة الحقوقية مروى المحسن إن "المرأة العراقية تعاني أكثر من الرجل في كل أزمة تمر بها البلاد، كونها أكثر تهميشاً منه". وتوضح في حديثها لـ "العربي الجديد" أن "الإحصائيات تشير إلى أن آلاف العراقيات خسرن وظائفهن خلال الأشهر الماضية بسبب تفشي كورونا، وبالتالي ارتفعت نسبة البطالة بين العراقيات. في المقابل، كشفت الأزمة عن طاقات نسائية كثيرة". تضيف المحسن أن "المرأة العراقية ما زالت تسعى إلى نيل المزيد من الحقوق من خلال اعتماد قوانين في البرلمان، كقانون العنف الأسري الذي تعارضه الكثير من الأحزاب المتشددة، ومنها ما يرتبط بتأمين الحياة الكريمة للنساء وضمان حقوقهن، فضلاً عن ضرورة زيادة إشراكهن بالعمل السياسي".

اغتيال ناشطات
شهدت الأشهر القليلة الماضية اغتيال عدد من الناشطات وإصابة أخريات في العراق، أبرزهن الناشطة في البصرة ريهام يعقوب، التي قضت بهجوم لعناصر مسلحة عقب عودتها من تظاهرة وسط البصرة نهاية أغسطس/ آب العام الماضي. كما تعرضت الناشطة انتصار ناهي لطعنات من قبل عناصر مجهولة في ساحة التحرير في بغداد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.