عبد الله صميدح يسرد ذكريات البغداديين مع كأس العالم

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
25 نوفمبر 2022
ذكريات مشجع عراقي من ستينيات القرن الماضي
+ الخط -

خلال الفترة من نهاية خمسينيات القرن الماضي وحتى منتصف الستينيات، لم تكن الغالبية العظمى من المنازل في العاصمة العراقية بغداد تحتوي على جهاز التلفزيون الأسود والأبيض، إذ كان وجوده مقتصراً على بعض عائلات الطبقة الميسورة في جانبي الكرخ والرصافة، في حين كانت أجهزة الراديو هي السائدة، ويستخدمها عدد أكبر في الاستماع للأخبار والأغاني والبرامج التي كانت تبثها "إذاعة بغداد". لهذه الأسباب، كانت المقاهي الكبرى مقصد البغداديين لمشاهدة الأفلام والمسلسلات التي يبثها "تلفزيون العراق"، والذي بدأ بثه الرسمي في عام 1956، وكان التلفاز يتوسط المقهى على ارتفاع متوسط، ولا يتاح الوصول إليه إلا لصاحب المقهى، أو أحد العاملين فيه. يقول الحاج عبد الله صميدح (75 سنة) إنه كان يجتمع مع رفاقه في المقاهي لمتابعة مباريات كأس العالم، والتي كانت تُعرض متأخرة يوماً أو يومين، وكان معظم الناس يفضلون متابعة المباريات عبر الإذاعة التي تمكّنهم من معرفة النتيجة، ومجريات البطولة، ثم انتظار مشاهدة المباراة عبر التلفزيون لاحقاً.
يسرد صميدح ما يتذكره عن مونديال 1966 الذي أقيم في إنكلترا، وفوز الفريق الإنكليزي في النهائي على ألمانيا، كما يتذكر فوز البرازيل بمونديال 1970 في المكسيك، والكثير من تفاصيل بطولة كأس العالم في ألمانيا الغربية عام 1974، ويضيف: "البطولة حالياً في ديار العرب. كنا نعتبر ذلك حلماً لن يحصل، لكنه حصل فعلاً، وهذا مصدر فخر لنا جميعاً".

لكن صميدح يفتقد ما يسميه بـ "المشجع الكروي القديم"، من ناحية "التعامل الراقي بين المشجع واللاعبين، والملاعب نفسها، ولا يتحامل على فريقه إن خسر، ولا يفتعل شغباً، بل يؤمن بأن الكرة فوز وخسارة. في السابق، كانت علاقة الجمهور باللاعبين محترمة، لكن الآن يتطاول بعض الجمهور على اللاعبين، وبعضهم يسيء الأدب إذا خسر فريقه المباراة أو البطولة".
يتذكر المشجع العراقي الذي بدأ حياته لاعباً في فرق محلية في ستينيات القرن الماضي، أن الحياة البسيطة في الماضي كانت تنعكس على كل مجريات الحياة، ومنها كرة القدم. يقول: "كنت أذهب مع أصدقائي إلى ملعب الكشافة في وسط بغداد، لمشاهدة مباريات الدوري العراقي، وكانت الأندية آنذاك محدودة، وأبرزها نادي الشرطة، ونادي السكك، ونادي المصلحة، ونادي الفرقة الثالثة، ونادي المشاة، ونادي الكلية العسكرية. كنا نُشجّع فريق الشرطة لأن أغلب لاعبي المنتخب وقتها كانوا من لاعبي هذا الفريق".

 

ويضيف صميدح لـ"العربي الجديد"، أنه "من خلال برنامج الرياضة الأسبوعية الذي كان يقدمه الإعلامي الراحل مؤيد البدري، كنا نعرف مواعيد المباريات، ومجريات الأحداث الرياضية كان يستعرّضها لنا في كل يوم ثلاثاء عند الساعة التاسعة مساء، وكنا نتسمّر أمامه للمشاهدة ومعرفة الأخبار والتفاصيل، فضلاً عن الصحف اليومية التي كنا نشتريها كل صباح، وكانت تضم صفحتين يومياً مخصصتين لأخبار الرياضة". ويواصل: "كنا نشاهد مباريات كرة القدم من خلال تلفزيون (اللمبة) الأسود والأبيض، في مقهى جاسم العزاوي في القطاع 11 بمدينة الثورة (الصدر حالياً)، أو عند أحد الأصدقاء الذين يملكون جهاز تلفاز".

وعبر صميدح عن استمرار إعجابه بالهدف الذي أحرزه اللاعب فلاح حسن في فريق النمسا، حين تُوّج العراق بطلاً لبطولة العالم للفرق العسكرية، ويتذكر أن العراق حاز على هذه البطولة ثلاث مرات، أما أفضل لاعب شجعه على مدار الزمان فهو المدافع الإنكليزي بوبي مور. لا يزال عبد الله صميدح يحتفظ بعلاقته مع عدد من أصدقاء أيام الصبا، كما يصفهم، وفريقه المفضل هو المنتخب الإنكليزي، وهو يواصل تشجيعه في كأس العالم 2022 المقامة حالياً في قطر، ويضيف: "الآن نشاهد المباريات المقامة في قطر على أرض عربية تحتضن أهم حدث رياضي في العالم، والذي يتابعه المليارات، ونشعر بالفخر إلى جانب متعة التشجيع".
شارك العراق لمرة واحدة في بطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك في مونديال عام 1986 في المكسيك، لكن الفريق لم يتجاوز الدور الأول، وكان ترتيبه الأخير في مجموعته التي ضمت بلجيكا وباراغواي والمكسيك.

ذات صلة

الصورة
وجه مروان فيلايني رسالة مباشرة إلى منتخب المغرب (العربي الجديد/Getty)

رياضة

حلّ نجم منتخب بلجيكا ونادي مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق، مروان فيلايني (36 عاماً)، ضيفاً على "العربي الجديد"، من أجل الحديث عن تطور كرة القدم المغربية.

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
ليمام نجم منتخب تونس سابقا (العربي الجديد/فيسبوك/Getty)

رياضة

رشّح النجم التونسي السابق، جمال الدين ليمام (56 عاماً)، ثلاثة لاعبين للانضمام إلى منتخب "نسور قرطاج"، قبل مواجهة غينيا الاستوائية وناميبيا.

الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
المساهمون