تشكو الكثير من العاملات ظروفهن الاجتماعية القاسية ومصير عائلاتهن الغامض بعد فقدانهن مورد رزقهن الوحيد، وطردهن من المصنع المختص في تجهيز الطائرات في المغيرة في الضاحية الجنوبية في العاصمة، والذي قضين فيه أعمارهن، مؤكّدات تعرّض بعضهن للتعنيف من جراء الاعتصام ثلاثة أشهر أمام المصنع ورفضهن الاستسلام في الدفاع عن حقهن في العمل.
ويستمرّ احتجاج العاملات وعدد من العمال أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل طلباً لإنصافهم بعد طرد 356 عاملاً، وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها من دون مورد رزق.
وتقول الثلاثينية شادية إنها قضت 15 عاماً في هذا المصنع، الأمر الذي يشكل مورد رزقها الوحيد، فتنفق على أسرتها وتعيل طفليها. وتقول إنّها تحتاج إلى العمل وتحصيل لقمة عيشها لا غير. لهذا، فإنها ستواصل الاحتجاج لإيصال صوت بقية العاملات، مشيرة في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أنها شاركت العمال المطرودين اعتصامهم المفتوح أمام مقر المصنع، وها هي تشارك في الاحتجاج أمام مقر اتحاد الشغل، ولن تتراجع إلا عند تحصيل حقوقهن.
وتوضح أنّها تعرضت للتعنيف والضرب من قبل بعض عمال المصنع، وطردت بالقوة بسبب إصرارها على المطالبة بحقها في العمل، مؤكدة أن تعنيف عاملات مصنع القيروان أثار ضجة كبيرة في تونس، ووجدن مساندة من قبل العديد من المنظمات، مشيرة إلى أن مصانع عدة تشهد معاناة مماثلة.
وتشير ليلى التواتي إلى تعرّضها لأضرار في ساقها وتحديداً في قدمها من جراء التدافع ومحاولة الاعتداء عليها من قبل عمال في المصنع. وتقول لـ"العربي الجديد" إن تمسكهم بحقهم في العمل جعلهم يواجهون انتهاكات عدة لترهيبهم واستسلامهم ومنعهم من المطالبة بحقهم في العمل والدفاع عن قضيتهم.
وتؤكد هالة لـ"العربي الجديد" أنّ صاحب المصنع ادعى تسريحهن لأسباب اقتصادية، علماً أنه يقوم بأعمال توسيع، وسيوظف عمالاً جددا بدل العمال القدامى، علماً أن هناك من قضى 22 عاماً من عمره في هذا المصنع. وترى فتحية أنّ من بين العملة المطرودين زوجا وزوجته وقد تركا لمصيرهما المجهول بعد فقدان مورد رزقهما الوحيد. تضيف لـ "العربي الجديد" أنّ بعض الأشخاص يتكفلون بعائلاتهم. وتؤكد أن غالبيتهم من أصحاب الأوضاع الاجتماعية الصعبة، وجلهم في أمس الحاجة للعمل في ظل ظروف معيشية دقيقة وغلاء الأسعار الذي طاول غالبية المواد الاستهلاكية.