تتعرّض مناطق شمال غرب سورية لعاصفة مطرية منذ يومين، ويتوقع مراقبو الطقس أن تزداد حدتها خلال الساعات القادمة، وهو ما سينعكس سلباً على النازحين في المخيمات العشوائية ويفاقم من معاناتهم.
يقول سعيد العلي، وهو مقيم في مخيمات كللي شمال إدلب لـ"العربي الجديد"، إنهم يشعرون بالقلق عند سماعهم أي خبر يتحدث عن منخفض جوي أوعاصفة، لأنهم باتوا على يقين بأنهم أكثر المتضررين منها، فالخيام البالية لم تعد تقوى على مواجهة العواصف، ودرجات الحرارة المنخفضة تحتاج إلى مصروف مضاعف من مواد التدفئة، وهو ما يعجزون عنه.
من جهتها، تقول الحاجة أمّ محمد، المقيمة في مخيمات باتنته لـ"العربي الجديد"، إنها تخشى أن تتعرض خيمتها للغرق كما حدث في العاصفة الماضية، إذ خسرت أغلب أمتعتها والمواد التموينية والغذائية نتيجة غرقها بالمياه.
وتوضح أنها اتخذت احتياطاتها بشكل جيد ووثقت حبال خيمتها، إلا أنها تخاف أن تطول العاصفة وتدخل المياه إلى الخيمة نتيجة ارتفاع منسوب المياه.
من ناحية أخرى، لم يقتصر ضرر العواصف على المخيمات العشوائية، بل تجاوزها إلى قطع الطرقات نتيجة الأوحال.
وفي السياق، يقول سامر المصطفى، المقيم في مخيمات حزانو، لـ"العربي الجديد"، إنه مع كل عاصفة مطرية ننقطع عن العالم الخارجي، إذ يصبح الدخول إلى المخيم والخروج منه من المهمات الصعبة نتيجة الوحل الذي يغطي الطرقات ويمنع السيارات من العبور، ما يصعب مهمة تأمين المياه والخبز، ويتخوف الأهالي من حاجتهم لسيارة إسعاف في مثل هذه الظروف، لأن وصولها إلى هنا شبه مستحيل.
من جهته، يوضح المهندس محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، أنهم وثقوا أضراراً ضمن 38 مخيماً خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، بينها 25 مخيماً خلال آخر 48 ساعة، تركزت في دخول المياه إلى الخيام وتشكل مستنقعات كبيرة.
وبلغ عدد الخيام المتضررة من الأوضاع الجوية 56 خيمة و7 وحدات سكنية (بناء إسمنتي)، وسُجل انهيار وحدتين سكنيتين ضمن المخيمات، وفقاً للمتحدث.
بدورهم، أفاد من التقيناهم من الأهالي بأن معاناتهم تتكرر سنوياً، ويأملون من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية إيجاد حلول جذرية لتلك المعاناة، عبر تجهيز كتل إسمنتية ونقل سكان المخيمات إليها.
ويعيش قاطنو مخيمات شمال غربي سورية ظروفاً إنسانية واقتصادية سيئة منذ سنوات، نتيجة طول مدة نزوحهم وقلة فرص العمل في المنطقة، إضافة إلى ما يعترضهم من قساوة الطقس خلال فصلي الشتاء والصيف، نتيجة إقامتهم في بيئة صعبة ضمن خيام لا تقي من الحر ولا تحمي من البرد.