عاصفة غبارية تضرب شمال شرقي سورية

03 مارس 2023
زادت العاصفة الغبارية أزمة الأهالي (العربي الجديد)
+ الخط -

ضربت عاصفة غبارية شديدة المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سورية، اليوم الجمعة، وألحقت أضراراً بالمزروعات، كما أثرت على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صدرية وتنفسية، وتسببت بحوداث سير نظراً لانعدام الرؤية.

ويقول المزارع من منطقة الحسكة هلال عيسى، لـ"العربي الجديد": "جاءت العاصفة الغبارية لتزيد من مشاكلنا الموجودة سابقاً من انحباس للأمطار وزيادة الجفاف"، لافتاً إلى أنها تؤثر بشكل أكبر على المزروعات البعلية من حبوب كالقمح أو الشعير أو الخضار بأنواعها.

يضيف: "بعد تفاؤلنا بكمية الأمطار التي هطلت نتيجة للمنخفض الجوي الأخير وتأملنا خيراً بمردود زراعي وموسم مقبول، جاءت العاصفة لتنهي أي أمل في موسم الزراعة البعلية، ويبقى الأمل معقوداً على المزروعات والحقول المروية والتي بدورها تأثرت سلباً بهذه العاصفة، كون الغبار يسد المسامات الورقية ويؤخر نمو النبات. بالتالي، يجب ري المزروعات بكميات إضافية من المياه، وهذا بدوره يزيد المصاريف نظراً لغلاء أسعار المحروقات التي تحتاجها محركات استخراج المياه".

من جهتها، تقول شمسة محمد، وهي ربة منزل من منطقة القامشلي، لـ"العربي الجديد": "كلما يقترب فصل الربيع نعاني في المناطق الشرقية من العواصف الغبارية والتي تتسبب بدخول كميات كبيرة من الغبار إلى المنازل والشرفات، وتؤدي إلى تخريب الشتلات والورود، ونضطر إلى تنظيف كل شيء في المنزل. وما يزيد من تعبنا هو انقطاع المياه والكهرباء. فلا نجد وسيلة لتنظيف المنزل ونضطر لشراء المياه بوساطة الصهاريج".

بدورها، تتحدث أم حسن من القامشلي، عن أثر العاصفة على ابنيها المصابين بداء الربو، قائلة: "يعاني ولداي حسن (7 سنوات)، ومحمد (5 سنوات)، من مرض الربو، ويزيد الغبار من أثر المرض. وبسبب صغر سنهما، يصعب استخدام الكمامات أو غير ذلك. وأضطر إلى إبقائهما داخل غرفتهما لكن الغبار يتسرب، لا سيما أن العاصفة تدوم قرابة أسبوع كامل أحياناً".

من جهته، يقول أستاذ مادة الجغرافيا أحمد العليان من القامشلي، إنّ غياب الأحزمة الخضراء والجفاف وانحباس الأمطار وقطع المجاري المائية والأنهار كلها أسباب تؤدي إلى زيادة العواصف الغبارية وزيادة شدتها، ما يؤثر سلباً على البيئة والإنسان والنبات والحيوان. لذلك، لا بد من وضع حلول مستدامة من خلال زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار ومنع قطعها والرعي الجائر والتقيد بالدورات الزراعية وعدم زراعة المساحات الرعوية التي تؤدي إلى زيادة التصحر.

الصورة
شمال شرق سورية (العربي الجديد)
يجب اتباع بعض التدابير للوقاية من الغبار (العربي الجديد)

من جهته، يوضح طبيب الأمراض الصدرية داوود يعقوب أنّ التأثير المباشر للغبار يظهر من خلال السعال المزمن وحكة العينين واحتقان الأنف وضيق الصدر وصعوبة في التنفس. أما التأثيرات غير المباشرة والتي تظهر مع مضي الوقت، فتسبب التهاب الحلق وأمراض الجهاز التنفسي عموماً، كما يساهم الغبار في تأزم أمراض القلب وسرطان الرئة.

وينصح بالوقاية من الغبار واستخدام الأقنعة الواقية كونها تحمي من الغبار لدى الخروج من المنزل في الأماكن المفتوحة، وشرب كمية كافية من المياه وغير ذلك. 

المساهمون