عائلة الأسير الفلسطيني خضر عدنان: وضعه صعب ونتوقع استشهاده في أي لحظة

28 ابريل 2023
الأسير خضر عدنان مضرب عن الطعام لليوم الـ82 على التوالي (Getty)
+ الخط -

أعربت رندة موسى، زوجة الأسير الفلسطيني خضر عدنان، المضرب عن الطعام لليوم الـ82 على التوالي، عن قلقها على صحته، قائلةً إنها تتوقع وصول خبر استشهاده بأي لحظة لأنه يمر بمرحلة الخطر الشديد جراء الإضراب المستمر عن الطعام وظروف الاعتقال الصعبة.

وأضافت موسى، خلال مؤتمر صحافي أمام سجن عوفر غرب رام الله، مساء الخميس، أن محكمة الاحتلال أرجأت إصدار قرارها على الاستئناف الذي قدمه محامي الشيخ خضر للإفراج عنه.

وبعد تأجيل خمس ساعات لجلسة محاكمة الأسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان في محكمة عوفر الإسرائيلية العسكرية، انعقدت الجلسة التي لم تدم سوى دقائق، وأرجئت إلى الأحد المقبل، لكن دون تمكين عدنان من حضور المحكمة من مكان اعتقاله في عيادة سجن الرملة عبر تقنية الفيديو كول كما حصل في جلسات سابقة.

وتقول العائلة التي انتظرت من صباح اليوم الخميس الباكر السماح لها الدخول إلى قاعة المحكمة إن التأجيل حتى الثالثة والنصف عصراً لم يكن مفهوماً، وهو ما يزيد من قلقها عليه وعلى حالته الصحية.

وتغييب عدنان جاء، بحسب ما نقلت زوجته رندة موسى عن المحكمة، بسبب عطل تقني في الإنترنت، ما دفعها للاعتصام داخل قاعة المحكمة لقرابة ثلاث ساعات، بعدها سمعت صوت زوجها عبر تقنية الفيديو كول للحظات يسعل ويرتجع، ولتقوم قوات الاحتلال بإخراجها إلى بوابة سجن ومحكمة عوفر بالقوة.

وعبرت موسى في إجابة على سؤال لـ"العربي الجديد"، خلال مؤتمر الصحافي، عن قلقها من منعها رؤية زوجها حتى عبر تقنية الفيديو، قائلة إن "ما حصل في القاعة يوحي بأن وضعه الصحي ليس سليماً، إذ إن الاحتلال لا يريد أن تطلع العائلة على وضعه الصحي والخروج في الإعلام للحديث عنه"، كما فعلت بعد الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي، في محكمة سالم شمال الضفة الغربية، والتي تعرض خلالها عدنان لإغماء أربع مرات.

وأضافت موسى: "سمعت صوت قحقحة وارتجاعاً حين أوصلوا الاتصال بالكاميرا، لكنهم قاموا بفصله بعد ذلك مباشرة، وادعوا بوجود مشكلة بالإنترنت"، معتبرة أنها "حجة لا تنطلي على العائلة". وأكدت أن قوات الاحتلال أبلغتها بمنعها من حضور المحكمة مرة أخرى، وبمنعها من الزيارة.

وأعربت موسى عن "الشعور بالخطر ومن وصول خبر استشهاده في أي لحظة"، قائلة إنه "من غير المعقول الانتظار حتى الأحد المقبل للحصول عن معلومة عن زوجها"، مما اعتبرته "مسرحية داخل القاعة، ولذا قررت الاعتصام داخل القاعة".

من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن محكمة الاحتلال في عوفر أرجأت إعطاء قرارها على الاستئناف الذي قدمه محامي عدنان بالإفراج عنه إلى الأحد المقبل، رغم الخطورة البالغة على وضعه الصحي بحسب المعلومات المتوفرة في عيادة سجن الرملة.

وأكد النادي أن إدارة سجون الاحتلال ترفض السماح لعائلة عدنان بزيارته حتى اليوم.

وكانت المحكمة العسكرية في سالم رفضت في تاريخ 23 إبريل/نيسان الجاري، طلب محاميه الإفراج عنه بكفالة.

وحول إخراجها من المحكمة بالقوة، قالت رندة موسى إن سلطات الاحتلال الموجودة في المحكمة أصرت على عدم التواصل مع زوجها، ودخلت معها في مفاوضات لإخراجها، لكنها رفضت حتى يتم السماح لها برؤية زوجها.

وأضافت: "استدعوا قوات الشرطة، حيث حاول أحد الضباط إمساكي من يدي لإخراجي، لكنني رفضت ذلك، فقامت ضابطة بإمساكي من يدي وسحبي خارج قاعة المحكمة، ثم إخضاعي لتفتيش دقيق وإبلاغي أنني معتقلة، قبل أن يتم إخراجي، حيث أوهم أفراد أمن الاحتلال الحاضرين باعتقالي لإخراج المحامين من القاعة ثم أخرجوني إلى خارج معسكر عوفر".

وقالت موسى إنها استمعت إلى حديث بين الجنود بأن الأفضل نقلها إلى حاجز قلنديا بسبب وجود صحافيين على بوابة سجن عوفر، "لكنهم في النهاية أخرجوني إلى بوابة السجن".

الصورة
عائلة الأسير خضر عدنان بقلق متزايد وتخشة استشهاده بأية لحظة/العربي الجديد
قوات الاحتلال أخرجت زوجة الأسير عدنان من محكمة عوفر بالقوة(العربي الجديد)

ووجهت موسى رسالة إلى "كل أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية" بأن زوجها بحالة خطر شديد، وتتوقع استشهاده في أي لحظة، بعد 82 يوماً من الإضراب المتواصل الذي لا يتناول فيه إلا الماء، ويحتجز في ظروف اعتقالية صعبة.

ورغم تردي الوضع الصحي للأسير عدنان، تعتبر موسى أن الاحتلال في حالة تخبط، ولا يملك طريقة للتعامل مع قضية إضرابه، موجهة أصابع الاتهام إلى الشاباك الإسرائيلي في محاولة لقتل زوجها، حيث يطالب بسجنه خمس سنوات، أو تغييبه عن الواقع، بمدة اعتقال لا تتواءم مع التهم المقدمة.

وعدنان خضر هو قيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، من بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية، وأب لتسعة أطفال، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الثاني والثمانين على التوالي رفضاً لاعتقاله، كما يواصل رفضه أخذ المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني في بيانات سابقة أنّ "عدنان وصل إلى مرحلة صحية بالغة الخطورة، وأن مخاطر تعرضه للشهادة تتصاعد يوماً بعد يوم، إذ يقبع في سجن الرملة في ظروف مأساوية، وهو محتجز في زنزانة مزودة بالكاميرات، ويتعمد السجانون اقتحام زنزانته بشكل متكرر".

يشار إلى أنّ عدنان معتقل منذ الخامس من فبراير/ شباط الماضي، وكان قد أعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله، ولاحقاً وجهت سلطات الاحتلال لائحة اتهام بحقّه. في المقابل، رفض الشيخ عدنان جميع ما ورد في لائحة الاتهام.

وكان عدنان قد خاض منذ عام 2012 خمسة إضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال، معظمها ضد الاعتقال الإداري بلا تهمة أو محاكمة، أما إضرابه السادس فخاضه عام 2004.

وخاض عدنان إضراباً عام 2004 رفضاً لعزله، واستمر مدة (25) يوماً، وفي عام 2012 خاض إضراباً ثانياً واستمر مدة (66) يوماً، وفي عام 2015 مدة (56) يوماً، وفي عام 2018 مدة (58) يوماً، وفي عام 2021 خاض إضراباً عن الطعام استمر مدة 25 يوماً، وتمكّن من خلال هذه المواجهة المتكررة من نيل حريته، ومواجهة اعتقالاته التعسفية المتكررة.

المساهمون