كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الأحد، عن الظروف الصحية والنفسية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها الأسرى في سجن جلبوع الإسرائيلي، ومن بينهم الأسير رائد الشافعي، المحكوم بالمؤبد، والذي دخل عامه الـ 19 بالسجن، وتعرض للعديد من الصدمات النفسية خلال اعتقاله.
وقالت الهيئة في بيان، إن الأسير الشافعي تعرض لصدمة وفاة ابنته الكبرى في حادث سير، وكانت تبلغ من العمر حينها ست سنوات، ولم يسمح له الاحتلال بإلقاء نظرة الوداع عليها، وقبل أن يستوعب الصدمة تلقى خبر وفاة ابنته الثانية في حادث سير آخر بعد ثلاثة أشهر فقط، كما توفي والده وهو في السجن.
أما الأسير هايل أسعد جبابشة، والمحكوم 30 شهرًا، فيعاني من مرض "الثلاسيميا" منذ الولادة، ويتناول دواء خاصا بشكل مستمر، إلى جانب وحدة دم مغذية شهرياً في مستشفى العفولة الإسرائيلي، وتزداد معاناته مع ارتفاع حرارة الطقس في سجن جلبوع، مما يسبب له جفافًا كبيرًا، وأزمة تنفس، وهو بحاجة ماسة لنقله، لأن بقاءه في سجن جلبوع يشكل خطراً على حياته.
ويشتكي الأسير أيمن الكرد (24 سنة)، من إصابته بفطريات وتقرحات جلدية نتيجة الأجواء الحارة، وارتفاع نسبة الرطوبة داخل معتقل "جلبوع"، وهو بحاجة لعلاج، علماً بأنه أصيب بـ12 رصاصة في مختلف أنحاء جسده أثناء عملية اعتقاله، وعلى إثرها أصبح يعاني من شلل في أطرافه السفلية.
وقالت هيئة الأسرى إن "كافة أسرى جلبوع يتشاركون المعاناة من الطقس الحار في ظل عدم وجود مكيفات للهواء، وطبيعة المنطقة الجغرافية في الأغوار، وخصوصاً الأسرى المرضى، فالمراوح لا تكفي لأنها تجلب الهواء الحار، مما يؤدي إلى ضيق بالتنفس".
في سياق منفصل، أفادت هيئة الأسرى بأن الأسيرة شذى أبو فنونة (60 سنة)، مدير عام لجان العمل الصحي، والمعتقلة منذ السابع من الشهر الماضي، ما زالت موقوفة في معتقل الدامون، وخضعت لعدة جلسات من التحقيق، وعرضت على المحكمة في عوفر عدة مرات، وهي تعاني وضعًا صحيًا بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، ومشاكل القولون العصبي، وبحاجة إلى رعاية طبية مستمرة.
ونقلت محامية الهيئة عن الأسيرة أبو فنونة، أن الأسيرات يتعرضن لانتهاكات مستمرة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وتحديداً في معبر الشارون، والذي أعادت إسرائيل استخدامه مجدداً لاحتجاز المعتقلات الجديدات، والمعتقلات اللواتي ينقلن إلى المحاكم والمستشفيات، وهذا المكان يفتقد لكل المقومات الحياتية، وتمكث الأسيرة فيه لثلاثة أيام، كما يتم نقل الأسيرات عن طريق البوسطة (عربة حديدية) مقسمة إلى مربعات ضيقة أشبه بالزنازين، ويتم إجلاسهن على كراسي حديدية، ما يسبب آلاماً شديدة للأسيرات المريضات والكبيرات في السن.
وبلغ عدد الأسيرات 42 أسيرة، من بينهن 7 أسيرات تجاوزن 50 سنة، عدا عن الحالات المرضية.
ويعاني الأسير المريض موفق عروق (78 سنة) ظرفاً صحياً صعباً، وتتفاقم حالته يوماً بعد آخر، إذ يعاني من مشاكل في الرئة، ومشاكل في الرؤية، مع تعمد إهمال وضعه الصحي، وهو معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن لـ 30 عاماً، ويُعتبر من الحالات المرضية الصعبة القابعة داخل معتقلات الاحتلال.
وأجلت محكمة الاحتلال، الأحد، محاكمة الأسير محمد الحلبي (43 سنة) حتى الثاني من الشهر المقبل، وجلسة المحاكمة المقبلة ستكون الجلسة رقم 166 للأسير الحلبي، والذي يعتبر صاحب أطول محاكمة في تاريخ الحركة الأسيرة، وهو يقبع في معتقل "ريمون"، ويعاني من آلام شديدة في الرأس، وفقدان القدرة على السمع بسبب التحقيق القاسي والتعذيب الجسدي الذي تعرض له، والذي استمر لمدة 52 يوماً.