شاركت الطالبة الفلسطينية لمى أبو دلال مع عشرات الطلبة الفلسطينيين في وقفة احتجاجية أمام مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح بقطاع غزة، للمطالبة بالسماح لهم بالسفر لإتمام دراستهم الجامعية في الخارج.
ورفع الطلاب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، اليوم السبت، وثائق السفر الخاصة بهم وبعض أوراقهم، من أجل التعبير عن واقعهم الصعب جراء عدم تمكنهم من السفر رغم بداية الدراسة في الجامعات العربية والأوروبية منذ أشهر.
ولم يتمكن العشرات من الطلبة الفلسطينيين من السفر جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي يشنها الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، علاوة على بطء السفر والحركة على معبر رفح البري الفاصل بين غزة ومصر.
غزة تحت الحرب والحصار
ويفرض الاحتلال قيوداً وحصاراً مشدداً على القطاع منذ بداية الحرب على غزة، إذ يتحكم في طبيعة الكشوفات المسموح لها بالسفر إلى الخارج، علاوة على بطء إدخال المساعدات والشاحنات المحملة بالأغذية ضمن الإجراءات التي اتخذها منذ بداية العدوان.
في الأثناء، تقول الطالبة لمى أبو دلال إنها حصلت على منحة لدراسة الطب البشري في دولة الجزائر بعد أن حصلت على درجة متفوقة في الثانوية العامة العام الماضي، إلا أنها لم تتمكن من السفر بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتضيف أبو دلال لـ "العربي الجديد" أنها نزحت مع عائلتها قبل أشهر من مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع إلى مدينة رفح جنوبي القطاع، وطوال هذه الفترة، وجهت مناشدات للخروج إلى الجزائر لبداية الدراسة، إلا أنها لم تحصل على أي نتيجة.
وتطالب الجهات المختصة، وتحديداً وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله، بالتدخل من أجل السماح للطلاب العالقين في القطاع بالخروج إلى جامعاتهم للبدء في الدراسة، بعد أن حرموا منها جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة للشهر الخامس على التوالي.
أما الطالب الفلسطيني خالد المغير فلم تختلف حالته كثيرًا عن سابقته، إذ حصل هو الآخر على منحة لدراسة الطب البشري في إحدى الجامعات الباكستانية، لكنه لم يتمكن من السفر طوال الفترة الماضية جراء عدم وجود تدخل رسمي.
ويطالب المغير، في حديثه لـ "العربي الجديد"، الجهات الرسمية في غزة ورام الله والخارج بالضغط من أجل إنجاز هذا الملف وحله بشكلٍ تام، بما يضمن خروج الطلبة إلى الخارج لإتمام دراستهم بشكلٍ كامل أسوة ببقية طلبة العالم.
ويشير إلى أن الحرب الإسرائيلية حرمتهم من الفصل الدراسي، والكثير من الطلبة فقدوا العام الأول من الدراسة خلال الفترة الحالية بفعل التأخر في الخروج، وهو أمر قد ينعكس بالسلب على دراستهم بشكلٍ تام في ظل الأوضاع الصعبة في غزة.
وتوقفت الدراسة في القطاع منذ صباح السابع من أكتوبر 2023، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وقف التعليم في ضوء الأحداث الميدانية التي شهدها القطاع، قبل أن تتحول المدارس والجامعات إلى مراكز إيواء قبل أن يستهدف الاحتلال الكثير منها ويدمرها بالنسف والقصف.
أما الطبيب الفلسطيني عدنان حرز الله فيحاول، منذ أكتوبر الماضي، السفر إلى الخارج من أجل إنجاز دراسته العليا في إحدى الجامعات الإسبانية، إلا أنه لم يتمكن من السفر حتى اللحظة جراء الأوضاع الإنسانية التي يعيشها القطاع بفعل الحرب.
ويقول حرز الله لـ "العربي الجديد" إنه يأمل أن تلتفت الجهات الحكومية إلى معاناة عشرات الطلبة، وأن تنسق مع الجهات المصرية لسفر الطلبة لاستكمال دراستهم الجامعية بما يضمن حصولهم على شهاداتهم العلمية أسوة ببقية الطلبة.