طريقة مختلفة لحقن جدري القرود قد تساعد في منع انتشار الفيروس

05 اغسطس 2022
إعطاء حقنة داخل الأدمة يتطلب معرفة كاملة بكيفية الحقن (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

كشف مفوض إدارة الغذاء والدواء الأميركية الدكتور روبرت كاليف عن خطة تتعلق بتغيير طريقة إعطاء الأطباء لقاحات جدري القرود حتى تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من الإمدادات المتاحة، وذلك إثر إعلان الإدارة الأميركية، أن المرض بات يمثل حالة طوارئ صحية بعد تجاوز الحالات 6600 على مستوى البلاد.

ووفق كاليف: "فإن المجتمع الطبي يسعى إلى تقديم مقاربة جديدة للجرعات الحالية من لقاح جينوس من شأنها أن تسمح لمقدمي الرعاية الصحية باستخدام زجاجة تحتوي على جرعة واحدة لإدارة ما يصل إلى خمس جرعات منفصلة".

ما هو اللقاح؟

بعد تأكيد ما لا يقل عن 26 ألف إصابة بجدري القرود في جميع أنحاء العالم، ينظر حالياً في ثلاثة لقاحات للتصدي لهذا الفيروس. تم تطوير ثلاثة ضد الجدري وترخيص واحد فقط لمرض جدري القرود من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهو لقاح يسمى MVA-BN، أو Jynneos، كما جرت الموافقة على لقاح ACAM2000، فيما ينظر في لقاح ثالث LC16m8 مرخص في اليابان.

تُعطى هذه اللقاحات تحت الجلد، ولكن مع انتشار الحالات، وتدافع الكثير من الدول إلى تأمين ما يلزمها، تسعى إدارة الدواء والغذاء إلى تغيير طريقة إعطاء اللقاح، من خلال حقنه داخل طبقة "الأدمة"، وفق ما نقلته شبكة "سي أن أن" الأميركية عن الدكتور دانيال جريفين، اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كولومبيا.

يُعطى اللقاح تحت الجلد (ديفيد جولز/ Getty)

تعرف الأدمة بأنها إحدى طبقات الجلد الواقعة مباشرة تحت البشرة، وتتألف من نسيج ضام يحمل الأوعية الدموية والليمفاوية التي تغذي الجلد كما تحمل أعصاب الجلد وتشكل طبقة الأدمة السمك الرئيسي للجلد، بحسب موقع Science Directالأميركي.

بحسب الخبراء، فإن حقن اللقاح في طبقة الأدمة،يعني استخدام جرعة أصغر من الحقن مقارنة مع إعطاء اللقاح داخل الجلد، ووفق عالم الأوبئة الدكتور جاي فارما "يحتوي الجلد على خلايا دقيقة، تساعد اللقاح على تحفيز جهاز المناعة في الجسم"، وهذه الخلايا تكون أكثر قدرة على إنتاج استجابة مناعية أسرع، وبجرعات أقل.

ووفق الخبراء، فإن البيانات حول ما إذا كانت هذه الطريقة فعالة يمكن جمعها بسرعة، نظراً لأن أبحاث لقاح جدري القرود والتراخيص تستند إلى استجابة الجسم المضاد.

على الرغم من أن هذه الطريقة تبدو مألوفة وواسعة النطاق في المجتمع الطبي، بحسب ما ذكرته دراسة نشرها موقع Sceince Direct الأميركي، إذ يمكن استخدام اللقاحات داخل الأدمة لمعالجة أمراض الجدري، والسل، إلا أن ذلك لا يخلو من تحديدات عديدة، بحسب ما يذكره دانيال جريفين.

تتطلب هذه الطريقة ممرضات متمرسات (ماريو تاما/ Getty)

ووفق جريفين "ليس من السهل إعطاء هذه اللقاحات للمرضى، لأسباب لوجيتسية، أبرزها عدم قدرة الممرضة العادية على إعطاء هذا النوع من اللقاحات، إذ يتطلب ممرضات متمرسات في أمراض السل، واللاتي لديهن معرفة تامة بكيفية الحقن داخل الأدمة".

وبحسب موقع Science Direct فإن إعطاء حقنة داخل الأدمة يتطلب معرفة كاملة بكيفية الحقن، إذ يتم إدخال إبرة قياس 25 أو أصغر أسفل البشرة بزاوية 10 درجات تقريباً، وأي خطأ في ذلك يؤدي إلى مشكلات عديدة.

في المقابل، لا ينفي خبراء أن المجتمع الطبي الأميركي مؤهل لمثل هذه الحقن، ومن السهل إجراء التدريبات الخاصة حتى يتمكن من إعطاء اللقاح بشكل سليم.

نقص اللقاحات وتزايد الطلبات

تأتي هذه الطريقة الجديدة لإعطاء اللقاح بسبب ارتفاع عدد الإصابات، خاصة في ولاية نيويورك التي أعلنت منذ أيام حالة طوارئ صحية، ونقص اللقاحات لتغطية الطلب المتزايد. كشف داون أوكونيال مساعد وزير الاستعداد والاستجابة في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية،= أن 150.000 جرعة من لقاح Jynneos ستصل إلى المخزون الاستراتيجي الوطني للولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما تم إرسال 602.000 جرعة إلى الولايات والسلطات القضائية، وتقدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن 1.5 مليون شخص على الأقل في الولايات المتحدة مؤهلون للحصول على لقاح جدري القرود.

يمكن إعطاء لقاحات الجدري لمرضى جدري القرود نظراً لتشابه الفيروس، وقد تم استخدام بعضها تاريخياً لحماية الأشخاص من الفيروسات الأكثر خطورة، بحسب ما ذكرته MIT Technology Review وهي مجلة تصدر من قبل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.

ووفق المجلة، يوجد الكثير من العوامل المشتركة بين الجدري وجدري القرود، فعلى المستوى الجيني تتطابق الفيروسات بنسبة 85 في المائة، بحسب ما يؤكده جيسون ميرسر، عالم فيروسات الجدري بجامعة برمنغهام، وكلاهما يمكن أن يسبب طفحاً جلدياً من البثور على الجلد والتشققات.

وبحسب المصدر نفسه، تساعد اللقاحات في منع انتشار الفيروس، ويتوقع هينز ودينثالير نائب رئيس الاستراتيجية السريرية في شركةBavarian Nordic  التي تصنع لقاح Jynneos أن جرعة واحدة كافية لتوفير حماية جيدة تدوم لمدة عامين على الأقل، بناء على الاستجابة المناعية للقاح التي لوحظت في دراسات السلامة.

حتى الآن، أجريت العديد من الفحوصات المخبرية لاختبار اللقاح على الحيوانات والفئران، والقرود، ولم يتم تعميم التجربة على الأشخاص الذين يعانون من المرض، ولكن بحسب الشركة، فإن نتائج البحوث تشير إلى إمكانية أن يساعد اللقاح في حماية الأشخاص المصابين، من خلال اتباع النماذج الحيوانية الموجودة في الشركة.

المساهمون