ضوء أخضر إسباني لترحيل 600 تونسي من مليلة

20 نوفمبر 2020
يخشى المهاجرون من ترحيلهم القسري من مليلة (كريستيان كالفو/Getty)
+ الخط -

يخشى مهاجرون تونسيون ترحيلهم قسريا من مليلة الإسبانية بعد موافقة المحكمة الدستورية الإسبانية، الخميس، على الإبعاد التلقائي للمهاجرين غير الشرعيين استنادا إلى قانون صدر عام 2015، ويضع التونسيين العالقين هناك على قائمة المعنيين بالترحيل، وسط مطالبات بتدخل السلطات التونسية لمنع إعادتهم، وتسهيل إدماجهم في إسبانيا أو أحد دول الاتحاد الأوروبي.
ومنذ أكثر من عام ونصف العام، تحتجر السلطات الإسبانية أكثر من 600 مهاجر تونسي وصلوا إلى مليلة بطريقة غير شرعية، وشغلت ظروف إقامتهم منظمات مدنية تونسية طالبت الحكومة بتحمّل مسؤولياتها تجاه المهاجرين في البلدان الأوروبية.
وقال الناطق باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، إن قرار المحكمة الدستورية الإسبانية يعطي الضوء الأخضر للترحيل القسري للمهاجرين من كل الجنسيات، ومن بينهم التونسيون، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "قرار الترحيل يستند إلى قانون جرى تجميده عند تسلم الجمهوريين السلطة سنة 2018، وهناك مخاوف لدى المنظمات المدنية التونسية من الصمت الرسمي للحكومة إزاء الانتهاكات لحقوق المهاجرين في مليلة".
وأشار بن عمر إلى أن "المنظمات المدافعة عن حقوق المهاجرين تتمسك بحماية حقوقهم وفقا لقوانين ومعاهدات الهجرة الدولية، وقد تعرّض التونسيون في مليلة إلى المعاملة السيئة والممارسات العنصرية، والحل لملف المهاجرين يجب أن يكون سياسيا، ومن خلال إدارة مفاوضات مع الدول الأوروبية التي تنوي ترحيل التونسيين الواصلين إلى أراضيها بطرق غير نظامية. السلطات الإسبانية باتت تملك الغطاء القانوني للترحيل القسري الذي ينتهك حقوق المهاجرين، ويتوقع أن تستغل قرار المحكمة للهروب من ضغوط المنظمات الحقوقية".

وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفّذ مهاجرون تونسيون في مليلة إضراباً عن الطعام، ولجأ آخرون إلى خياطة أفواههم احتجاجاً على قرار ترحيلهم، ويعتبر المهاجرون أنّ قرار الترحيل الجماعي الذي اتخذته السلطات الإسبانية بشأنهم يهدف إلى الضغط على تونس كي توقّع اتفاقية تقضي بقبول تسلّم مهاجريها السريين.
وخلال شهر أكتوبر، عبّرت منظمات تونسية عن مخاوف من  اتفاقات سرية بين حكومة بلادهم ونظيرتها الإسبانية بشأن المهاجرين في مليلة، وذلك في أعقاب زيارة لوزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، إلى تونس، وطالبت المنظمات الحكومة بالكشف عن ما جرى في المقابلة، والإفصاح مستقبلاً عن كلّ اللقاءات الرسمية مع مسؤولين أوروبيين بشأن ملف الهجرة.
ورغم كل الصعوبات، لا تزال الزوارق تنقل يوميا مئات المهاجرين نحو السواحل الأوربية، وفاق مجموع المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا منذ بداية السنة الحالية نحو 30 ألف تونسي.

دلالات