صياد أفاعٍ سوري يستخدم هوايته في خدمة أهالي منطقته

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
عفرين

عدنان الإمام

avata
عدنان الإمام
مراسل من سورية
19 اغسطس 2022
عبد الغني الضحيك .. صياد الأفاعي
+ الخط -

يمسك السوري عبد الغني الضحيك بملقط معدني ويطبق به على رأس أفعى سامة اصطادها سابقاً، طالباً من ابنه الابتعاد لمسافة آمنة كي لا يكون عرضة للدغة هذه الأفعى بحال حدوث خطأ، ويمارس الضحيك هوايته في صيد الأفاعي بمنطقة عفرين في ريف حلب الغربي.
ويأمل الضحيك أن تتحول هذه الهواية إلى مهنة، كما أوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، تمكنه من استغلال السم المستخرج من هذه الأفاعي في تصنيع أمصال مضادة، كون هذه الأمصال غير متوفرة في المنطقة التي يقيم فيها، والتي تنتشر فيها الأفاعي بشكل كبير، ويبعد عنها أقرب مشفى مسافة 45 كيلومتراً، ما يهدد حياة أي شخص قد يتعرض للدغة أفعى سامة.
ويقول الضحيك: "أنا من مدينة تلبيسة (ريف حمص) ومن سكان ريف عفرين حالياً، أمارس هواية صيد الأفاعي السامة منذ الصغر في حمص، وبدأت أمارس الهواية هنا، أحاول أن أطورها لمهنة من خلال استخراج المصل. الأفاعي موجودة في كل المنازل، نحاول تخليص السكان من هذه الآفة ونحاول أن نستفيد منها، أبحث حالياً عن أحد يستخلص المصل المضاد لنفع الناس، كونه غير متوفر هنا وأقرب مشفى يبعد 45 كيلومتراً، وهذا قد يقتل من يتعرض للدغ".

يمارس عبد الغني هواية صيد الأفاعي السامة منذ الصغر (العربي الجديد)
يمارس عبد الغني هواية صيد الأفاعي السامة منذ الصغر (العربي الجديد)

ويتعامل الضحيك بحذر شديد مع الأفاعي، والحذر منها مطلوب بشكل كبير، وذلك عند إمساك رأس الأفعى خوفاً من جرح أو لدغة،  يضيف: "أضعها في عبوة ولدي مأوى لها في البيت، أطعمها الفئران والعصافير والصيصان النافقة، أستخرج السم بالكأس وأضغط على الغدد السامة لاستخراجه، وأضعه في عبوة بعدها. الناس هنا يعرفون أني صياد أفاعٍ، لذلك يتصلون بي بشكل مباشر لتخليصهم منها".
وكما في القول المأثور "خصلة في الآباء يرثها الأبناء"، ورث محمد الضحيك مهنة أبيه ويقول عن ذلك، لـ"العربي الجديد"، بينما يضع عقرباً على يديه: "عمري 13 عاماً، ومنذ ولدت كان أبي يربي الأفاعي والعقارب، وهنا  تنتشر الأفاعي السامة بكثرة، أبي يتعامل معها". 

يستخرج عبد الغني السم عبر الضغط على الغدد السامة (العربي الجديد)
يستخرج عبد الغني السم عبر الضغط على الغدد السامة (العربي الجديد)

ينقل الطفل العقرب من يد إلى يد، وهو ينظر إليه بثقة من دون خوف من تعرضه للدغ: "أنا أحب الحيوانات غير السامة، لكن هذا العقرب مسلٍّ، أحاول ألا يلدغني، أحب هذه الهواية كثيراً، أحب هذه الحيوانات كهواية، أبي يحب الأفاعي الكبيرة السامة ولا أخاف منها أبداً، أبي دربني على أنواع الأفاعي السام منها وغير السام الذي لا يلدغ، وهناك أفاع سامة قد تؤدي لدغتها للموت، أحياناً نزيل إبرة العقرب كي لا يلدغ، نحاول عدم لمسه".
ويقصد أهالي القرية الواقعة في ريف عفرين عبد الغني للتخلص من الأفاعي التي تهدد حياتهم وحياة أطفالهم، إضافة لحياة ما لديهم من حيوانات، ومنهم عروة عبارة، النازح من حمص، الذي قال لـ"العربي الجديد": "لدينا انتشار كبير للأفاعي في ريف عفرين. كلما وجدنا أفعى نقصد أبو علي (عبد الغني)، نحن نتجنب التعامل مع هذه الأفاعي، نخاف من الاقتراب منها كونها سامة، ولا نعرف كيف نتعامل معها والمشافي بعيدة عن المنطقة. هو يعرف كيف يتعامل مع الأفاعي وهذه مهنته".

وتنتشر في منطقة عفرين العديد من الأفاعي، منها غير السامة وتمتاز بوجود علامة حمراء على جسدها، ومنها السامة كالأفعى البنية والأفعى الصفراء، وقد تكون لدغتها قاتلة بحال لم يحصل المصاب على المصل المضاد في الوقت المناسب، وطبيعة المنطقة الجبلية تشكل أماكن طبيعية لتكاثر هذه الأفاعي في المنطقة.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري صلاح الدين حلواني (العربي الجديد)

مجتمع

يعيش النازح السوري صلاح الدين حلواني البالغ من العمر 66 عاماً، في عزلة تامة منذ 11 عاماً، رغم أن لديه زوجة وخمسة أولاد، غير أن شملهم تفرق...
الصورة
حكاية نازح سوري، 19 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

فقد النازح السوري محمد طرمان ابنتيه بسبب الحرب السورية وظروف المخيمات التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، فيما يحارب من أجل توفير الأدوية اللازمة لعلاج ابنه..
الصورة
السوري ثائر نقار.. يقاوم مصاعب النزوح المتكرر بأدوات الحلاقة

مجتمع

كحال آلاف السوريين كان النزوح المتكرر رفيق الثلاثيني ثائر نقار وأسرته، بحثتا عن حياة أفضل وشيء من الاستقرار والأمان.
الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
المساهمون