صيادو غزة يرفضون الانتهاكات الإسرائيلية

22 اغسطس 2023
من الاعتصام (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

شارك الصياد الفلسطيني كمال الشريف إلى جانب عشرات الصيادين الفلسطينيين في وقفة احتجاجية داخل ميناء غزة، للمطالبة بتحسين أوضاعهم ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الفترة الأخيرة.

وتظاهر عشرات الصيادين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في فعالية نظمها اتحاد لجان العمل الزراعي للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق أكثر من 4500 صياد فلسطيني، والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي الذي دخل عامه السابع عشر على التوالي.

ورفع الصيادون المشاركون في الفعالية لافتات وشعارات تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والسماح لهم بالتحرك بحرية في بحر غزة، ووقف كافة عمليات الاعتداء ومصادرة المراكب ومعدات الصيد وعمليات إطلاق النار شبه اليومية بحقهم.

في هذا السياق، يقول الصياد الشريف لـ"العربي الجديد" إن الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم لا تكاد تتوقف، وقد تعرض لإصابة قبل أيام معدودة برصاص الاحتلال المطاطي الذي استهدفه بشكلٍ مباشر وعمل على إحداث أضرار جسيمة في مركبه، فضلاً عن مصادرة شباك الصيد.

ويوضح أنه خلال سنوات عمله الـ15، تعرض لأكثر من 10 إصابات برصاص الاحتلال الحي والمطاطي، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي لحقت به وبمركبه، بالإضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة في ظل منع إدخال معدات الصيد وصعوبة وجودها.

ويطالب الشريف المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الصيادين الفلسطينيين وتوفير مقومات الصيد الأساسية والسماح لهم بالعمل بحرية من أجل توفير احتياجات عائلاتهم المعيشية في ضوء تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة للتضييق الإسرائيلي عليهم.

وتنص اتفاقية أوسلو التي وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، على السماح للصيادين الفلسطينيين بالوصول إلى 22 ميلاً بحرياً، إلا أن الاحتلال قلص مساحات الصيد، ولا يسمح للصيادين بتجاوز مسافة 12 ميلاً بحرياً في أفضل الأحوال.

إلى ذلك، تطالب الصيادة مادلين كلاب بتوفير حماية دولية كاملة للصيادين الفلسطينيين في ضوء تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الصياد الفلسطيني، واستشهاد العشرات وإصابة المئات، فضلاً عن الأضرار المالية التي تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات.

من الاعتصام (عبد الحكيم أبو رياش)
مطالبة بتوفير حماية دولية كاملة للصيادين (عبد الحكيم أبو رياش)

وتقول كلاب في كلمتها عن الصيادين الفلسطينيين خلال الوقفة، إن الوقت قد حان لإنهاء الحصار البحري والبري عن قطاع الصيد، والضغط من أجل إدخال معدات الصيد إلى جانب محاسبة الاحتلال عن الجرائم المرتكبة بحق الصيادين الفلسطينيين خلال السنوات الماضية.

ودعت إلى ضرورة وضع خطة لإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني، ووضع خطة وطنية لاستدامة قطاع الصيد والنهوض به، والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في القطاع الذي لا تتجاوز مساحته 365 كيلومتراً.

في السياق ذاته، يؤكد مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة جميل سرحان، أن الحصار الإسرائيلي يخالف جميع معايير حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، ويخالف اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية السكان المدنيين في ظل الاحتلال.

ويقول سرحان في كلمته خلال الوقفة إن الحصار يخالف الحقوق المائية لكل شعب تحت الاحتلال، ويخالف الحق في مستوى معيشي ملائم، إذ يتعرض الصياد الفلسطيني لانتهاكات جسيمة يومية من قبل قوات الاحتلال وإطلاق نار لإرهابه ومنع من الإبحار. ويشير إلى أن هذه الانتهاكات تمتد إلى إصابة الصيادين وتعمد إيقاع أذى بليغ وصولاً إلى استشهاد بعضهم، فضلاً عن الاعتقالات التي تتم بحقهم وعمليات نقلهم إلى مراكز توقيف لا تتوافق مع المعايير الدولية الخاصة بأماكن الاحتجاز حيث يتعرضون لأشكال البطش والتعذيب.

من الاعتصام (عبد الحكيم أبو رياش)
سجل 20 انتهاك بحق الصيادين خلال الأسبوع الأخير (عبد الحكيم أبو رياش)

في السياق ذاته، يقول منسق اتحاد لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر إن 20 انتهاكاً تم تسجيلها خلال الأسبوع الأخير بحق الصيادين الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في اعتقال 6 صيادين وتدمير 5 مراكب ومصادرة معدات أخرى. يضيف لـ "العربي الجديد" أن إجمالي الانتهاكات الإسرائيلية التي سجلت من بداية العام وحتى الآن بلغت 25 عملية اعتقال، ومصادرة 10 مراكب، بالإضافة إلى إصابة 15 صيادا وتدمير 17 مركبا بشكلٍ جزئي، عدا عن عمليات إطلاق النار اليومية التي وصلت إلى 200 عملية إطلاق نار.