صور صادمة للأسير الفلسطيني المحرر حسين المسالمة: مأساة السجن والسرطان

16 فبراير 2021
آثار السرطان ظاهرة على جسد الأسير الفلسطيني المحرر حسين المسالمة (العربي الجديد)
+ الخط -

يتداول الفلسطينيون منذ مساء الإثنين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور صادمة للأسير الفلسطيني المحرر حسين المسالمة (38 سنة)، التقطت بعد وقت قصير من الإفراج عنه من سجون الاحتلال عقب استفحال إصابته بالسرطان، وتحكي مأساة سجنه لمدة 18 عاماً، والتي أصيب خلالها بالمرض اللعين.

انطفأت أجمل سنوات عمر المسالمة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحين أُفرج عنه قبل انتهاء محكوميته بعامين فقط، كان السرطان قد استفحل في جسده، وعوضاً عن أن تضمه أحضان عائلته في منزله، تحاصره جدران غرفة العناية المكثفة في مشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع، حيث يقبع قيد الأجهزة الطبية في وضع صحي حرج.
جرت العادة على إقامة زفة للأسرى المحررين، لكن لم يُزف حسين المسالمة، فقد أعجزه المرض بسبب الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، وهو لا يستطيع الحركة، وفقد القدرة على الكلام، وهناك مخاوف حقيقية من استشهاده، فكيف تحتفل عائلته بالإفراج؟

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، اعتقل الاحتلال المسالمة، ولم يتجاوز عمره حينها 19 سنة، يقول والده محمد المسالمة لـ"العربي الجديد": "تمتع حسين بذكاء كبير. لم يكمل تعليمه، وأراد أن يلتحق بالعمل معي في تجارة الدقيق. وقتها كنت تاجراً كبيراً، والآن ليس لدينا شيء في المنزل"، يبتلع ألمه ويُكمل: "اعتقال حسين كسر ظهري، فبعد اعتقاله لم أعد قادراً على التفكير، وأهملت عملي، وخسرت كل مالي".
لم يكن شقيقه الأصغر حسن يفارقه قط، في اللعب في الحارات والشوارع، وفي المنزل، ثم في العمل مع أبيهما، وقد خططا للزواج معاً، وانتظر حسن الإفراج عن شقيقه حسين، لكن الإفراج تأخر كثيرا، فطلب منه حسين عدم الانتظار. يقول حسن المسالمة لـ"العربي الجديد": "كنا نلعب معا، ونعود للمنزل للنوم إلى جانب بعضنا، وكنا نعمل مع أبي في التجارة، ولا نفترق، حتى جاء جنود الاحتلال إلى منزلنا وأخذوا حسين، ولم أره إلا بعد 12 عاماً".

الصورة
آثار السرطان ظاهرة على جسد الأسير الفلسطيني المحرر حسين المسالمة (العربي الجديد)

لم يسمح الاحتلال طيلة 18 عاماً، لسبعة من إخوة حسين، من أصل ثمانية إخوة وأختين، بزيارته في السجن ولو لمرة واحدة، ويضيف شقيقه حسن، أنه حُرم من زيارته منذ ست سنوات مضت.

وكما شاهد الفلسطينيون على مواقع التواصل صور حسين المسالمة بعد أن فتك به السرطان، شاهده إخوته المحرومون منه عن بعد، كون الوصول إلى مشفى "سوروكا" الواقع في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، يحتاج تصريحاً، وهو أمر معقد تمعن سلطات الاحتلال فيه لتأكيد الفُرقة بين الأسير المُحرر وذويه، مرةً في الاعتقال، ومرةً في المرض.

ويؤكد شقيقه خليل المسالمة أن والدته "سهيلة"، زارت حسين بعد قرار الإفراج، وأنها تعيش هول الصدمة من اختلاف هيئة ابنها في المرة الأولى لرؤيته بعد فترة طويلة، والتي استمرت لمدة سبع دقائق فقط، يقول خليل لـ"العربي الجديد": "كان حسين ذكياً، ويحب المطالعة بدرجة كبيرة، خاصة قراءة كتب التاريخ".
ويعبر والده محمد المسالمة لـ"العربي الجديد"، عن مخاوفه من نقل ابنه المريض بسرطان الدم إلى المستشفيات الفلسطينية، والتي لا توفر عناية طبية تُضاهي تلك المتوفرة في مشفى "سوروكا" الإسرائيلي. يقول: "ليس لدي مانع من نقل ابني إلى أحد مشافي الضفة الغربية، إن توفرت له العناية نفسها، وتوفر له العلاج اللازم"، فيما أكد أحد أشقائه أنه يجري العمل على نقل حسين إلى مستشفى هداسا في القدس المحتلة.

المساهمون