شير محمد زاده: لا حياة لنا في غربة باكستان

14 ديسمبر 2022
اللاجئ الأفغاني شير محمد زاده (العربي الجديد)
+ الخط -

رغم أن حياته جيدة في باكستان، بعدما عاش ثلاثة عقود فيها وتزوج باكستانية، ما زال شير محمد زاده (46 عاماً) غير مطمئن. يفكر بالعودة إلى أفغانستان حين تتحسن الأوضاع المعيشية، خاصة أن الحال الأمنية تحسنت فيها. 
تزوج امرأة باكستانية من منطقة تخت بهاي قرب مدينة بشاور، ورزقا خمس بنات وابنا. البنات يدرسن والابن صغير، وقد تزوجت ابنته الكبرى أحد أقارب زوجته، لكنه يرغب رغم ذلك في العودة إلى أفغانستان، ويعتزم أخذ ابنته وزوجها أيضاً معه.
يقول لـ"العربي الجديد": "لا بأس بالحياة في باكستان، خاصة أنني تزوجت فيها، ويمكنني أن أحصل على جنسيتها بحسب القانون الجديد، لكنني لن أنسى بلدي والعاصمة كابول العزيزة والغالية التي أمضيت فيها أيام طفولتي. اتفقت مع زوجتي وأهلها قبل الزواج على الذهاب إلى باكستان شرط أن تتحسن الأمور، وهي أكثر شوقاً مني ومن أولادي للذهاب، وهو ما تريده ابنتي المتزوجة أيضاً، علماً أن عيش البشتون، حتى لو كانوا من باكستان، سهل جداً في أفغانستان، لأنها تعتبر البلد الأم لجميع البشتون.
أكثر ما يزعج شير زاده في باكستان هو تعامل مواطنيها حتى من أقارب زوجته معه، ونظرهم إليه باحتقار، رغم أن عمله جيد ويملك سيارة ويعيش في إسلام أباد، لكنه يسمى اللاجئ الأفغاني في أسرة زوجته، ومهما فعل معهم لا يغيرون نظرتهم إليه، بل يعيبون على زوجته اقترانها بأفغاني لاجئ. من هنا  لا يرغب شير كثيراً في الحصول على الجنسية الباكستانية.
يقول: "ماذا أفعل بجنسية وحياة بلا كرامة. أسرة زوجتي تسميني اللاجئ، وأولادي يشعرون بأنهم غرباء. حالياً الوضع الأمني جيد في أفغانستان، لذا أنتظر فقط تحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي قليلاً للسفر إلى كابول كي أبدأ في تأسيس عمل جديد، وحين تتحسن أعمالي ولو نسبياً سآخذ أسرتي إلى أفغانستان. لا حياة لنا في الغربة. العيش في أرضنا وبين قومنا له طعم خاص وكرامة نفتقدها هنا".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يملك شير محلاً صغيراً في سوق كراتشي وسط العاصمة يبيع فيه سندويشات وبطاطا مقلية. يشتغل من الصباح حتى المساء وحياته جيدة إلى حد ما، ما يسمح له بدفع إيجار المنزل الصغير البالغ حوالي 100 دولار، لكنه يواجه رغم ذلك مشاكل كثيرة بينها العيش في غرفتين صغيرتين لأنه لا يستطيع دفع إيجار منزل أكبر، إحداهما لأبيه وأمه لأنهما كبيران في السن، والثانية له ولزوجته وابنه، في حين تنام بناته الأربع في المطبخ. ويؤكد أنه يوفر بشق النفس الرسوم المدرسية لبناته واحتياجات المنزل.

المساهمون