شكّل شغف الشابة الفلسطينية أريج الكيلاني بالورود والمستحضرات الطبيعية دافعاً لها لافتتاح مشروعها الخاص بمساعدة أسرتها في مجال إنتاج مستحضرات التجميل والعناية بالصحة من خلال الزهور والورود التي يتم زراعتها في أرض خاصة بالعائلة.
واستغلت الشابة الكيلاني دراستها الجامعية في مجال الصيدلة لتوظفها في مجال شغفها بطريقة تساهم في إنتاج مستحضرات العناية بالبشرة والشعر والجمال بشكل طبيعي وبعيد تماماً عن استخدام المواد الكيميائية التي تنعكس بالسلب على البشر والبيئة بشكلٍ عام.
وعملت الشابة الفلسطينية مع عائلتها على زراعة مجموعة من الزهور التي تم استيرادها من الخارج من أجل استخدامها في عملية الصناعة الطبيعية، حيث تقوم بزراعة هذه الورود وإعادة استخدامها في إنتاج المستحضرات منذ أكثر من عام استناداً على مهارتها كصيدلانية.
وتتشارك الكيلاني مع أشقائها وشقيقتها العمل عبر مهام منفصلة لكل فرد من العائلة، سواء على صعيد حرث الأرض أو تسويق المنتجات وعملية التصوير للمستحضرات التي يتم إنتاجها، إلى جانب مجموعة من المهام الأخرى التي تستهدف تعريف الجمهور بالفكرة.
وأطلقت اسم "شكلة وشتلة" كمسمى مستوحى من طبيعة المشروع، إذ يعد مصطلح "شكلة" مصطلحاً شعبياً دارجاً لدى الفلسطينيين في بيت لاهيا في إشارة للأشخاص الذين يستخدمون الورود في الزينة، في حين جاء مصطلح "شتلة" معبراً عن أساس الورد في مراحله الأولى.
وتقول الشابة أريج الكيلاني لـ "العربي الجديد" إن الفكرة جاءت بهدف تجسيد الابتكار والمبادرة في مجال الصيدلة بشكل يوفر فرصاً لتحسين الصحة والجمال بطرق طبيعية وصديقة للبيئة في ظل تنامي الأزمات المتعلقة بالبيئة كالاحتباس الحراري والتغيير المناخي.
وتشير إلى أن المشروع مر في عدة مراحل كان في البداية يستند على زراعة الورد واستخدامها في الزينة قبل أن يتطور لاحقاً لاستخدام الزهور في صناعة المنتجات المتمثلة في "مربى الورد" و"ماء الورد" و"زيت الورد" ومرطبات طبيعية تستخدم للعناية بالشعر والبشرة.
وتمر عملية إنتاج هذه المستحضرات بعدة مراحل قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام أبرزها زراعة الزهور ووصولها إلى مرحلة القطف ثم يتم قطفها ومعالجتها بالماء بشكلٍ طبيعي وتخضع بعد ذلك لمرحلة معالجة تنتهي بتحويلها للشكل النهائي الصالح للاستخدام.
وتلفت الكيلاني إلى أن هناك مجموعة من التحديات والصعوبات التي تواجهها أبرزها قيود الاحتلال الإسرائيلي المفروضة على دخول بعض الشتلات للقطاع، إلى جانب الثقافة العامة المتعلقة بالعمل وفكرة إنتاج مستحضرات طبيعية خاصة بالمستحضرات التجميلية.
وتطمح الشابة الفلسطينية إلى أن تتمكن خلال الفترة المقبلة في توسعة مشروعها "شكلة وشتلة" بطريقة تمكنها من توسعة المساحة الزراعية المتوفرة من الزهور والورد إلى جانب إدخال تكنولوجيا زراعية تضمن توفر المنتجات في مختلف فصول العام.
أما شقيقها وسيم الكيلاني فيتولى هو الآخر مسؤولية تسويق المنتجات في السوق الفلسطيني المحلي من خلال الترويج له باستخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي يتم من خلالها التعريف بالمشروع وطبيعة المنتجات التي يقوم بتوفيرها والإشارة لكونها صديقة للبيئة.
ويقول الكيلاني لـ"العربي الجديد" إن التغذية الراجعة التي تلقاها الفريق العائلي كانت إيجابية وأسهمت في استمرار المشروع لعامه الثاني، إذ إن هناك إقبالاً من فئة الشباب على استخدام هذه المنتجات باعتبارها طبيعية ولا يتم استخدام أي مستحضر كيميائي فيها.
ويوضح أن هناك إقبالاً ملحوظاً لدى الفلسطينيين على استخدام هذه المواد الطبيعية بشكلٍ عام نتيجة التأثيرات الجانبية الخاصة بالمستحضرات التي يتم استخدام مواد غير طبيعية فيها، وهو ما ينعكس بالإيجاب على مشروعهم كونه يقتصر على المنتجات الطبيعية فقط.