سوق العمل "غير العادل" للنساء لا يتغيّر

19 أكتوبر 2021
تعمل في مجمع الطاقة في فرنسا (شارلي تريبالو/ فرانس برس)
+ الخط -

بالنسبة إلى الخبراء في مجالي التعليم والاقتصاد، لا تزال "الحياة غير العادلة في الفرص الممنوحة للجنسين مشكلة يجب درسها"، وذلك في إطار طرحهم السؤال حول أسباب عدم تحقيق الإناث النتائج المنشودة من الاستثمار في التعليم العالي مقارنة بالذكور.
ينقل تقرير نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" عن بيانات لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن "52 في المائة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و34 عاماً حصلن على مؤهل جامعي عام 2020، مقارنة بـ 39 في المائة فقط من الرجال، وأن هذه الفجوة اتسعت بنسبة 3 نقاط منذ عام 2010". لكن البيانات ذاتها تثبت أن فوارق تفضيل الرجال في التوظيف والأجور لا تزال قائمة، "فالنساء الحاصلات على تعليم عالٍ ويعملن بدوام كامل لا يحصلن إلا على نسبة 76 في المائة من مكاسب الذكور، وهو أمر واقع في معظم البلدان، ويذكر بعدم الإنصاف في تدابير المساواة بين الجنسين".
تقول البروفيسورة في جامعة "ميشيغن" كريستين رين: "زيادة معدلات مشاركة الإناث في التعليم العالي لم تؤد إلى تكافؤ اقتصادي أو اجتماعي"، علماً أن الخبراء يتفقون على أن المرأة أكثر كفاحاً لتحقيق المساواة في مكان العمل، والذي يجب أن توازن فيه بين مهماتها وأسرتها ومتطلبات تحسين الأجر والترقية.

ومن العوامل التي تؤثر في المساواة بين الجنسين في مكان العمل، الثقة الأكبر بالرجال الذين يقبلون أكثر على درس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تتمتع بأعلى عائدات في سوق العمل، في وقت تكشف دراسة أن نساء كثيرات اخترن خلال دراستهن اختصاصات ذات رواتب أقل، رغم أنهن حصلن على درجات لمتابعة اختصاصات ذات رواتب أعلى. لكن مدير المجلس الأسترالي للبحوث التربوية، دانيال إدواردز يلمّح إلى أن "إنشاء فرص تعلم حقيقية ومتكاملة لطلاب الجامعات عبر ربطها بالصناعة وبناء شبكات تساعد في الانتقال إلى القوى العاملة عند التخرج، قد يشجع مزيداً من النساء على العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".
ويقول مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أندرياس شلايشر: "صحيح أن النساء يهيمنّ على التعليم العالي، لكن النمط القديم لم يتغير. لذا أنا غير مقتنع بأن المبادرات التالية ستشجع المزيد من الفتيات على مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فهذا شيء لا يمكن تغييره غبر حوافز لاحقة". وهنا تعلّق البروفيسورة رين بأنه "قد نتوقع رؤية صراع ثقافي حين تتوافر لمزيد من النساء توقعات عالية في العمل والأسرة والحياة المدنية، مقارنة بنسبة الرجال الذين يتمتعون بفرص مساواة أكبر".
(كمال حنا)

المساهمون