سوريون يعوّلون على "مخطط أوروبي" لمغادرة قبرص

23 ديسمبر 2022
ألمانيا تخطط لاستقبال 500 لاجئ من جزيرة قبرص (فرانس برس)
+ الخط -

وصل 48 لاجئاً، بينهم سوريون إلى ألمانيا، في خطة جديدة الهدف منها استقبال 500 لاجئ يقيمون في جزيرة قبرص، وذلك في إطار مخطط تجريبي لنقلهم، بالتنسيق بين السلطات القبرصية والسلطات الألمانية والجهات المعنية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

ويرى السوريون المقيمون في قبرص اليونانية أن هذه الخطة قد تكون مفيدة وتسهل على اللاجئين السوريين الوصول إلى أوروبا، خاصة أن الجزيرة تحولت خلال السنوات الماضية إلى نقطة عبور بالنسبة للمهاجرين، بمن فيهم السوريون الذين وصلوا عبر قوارب إما من لبنان أو الشواطئ السورية.

محمود، سوري من محافظة الحسكة، وصل إلى الجانب القبرصي من الجزيرة قبل حوالي 30 عاما، قال لـ"العربي الجديد": "كونت هنا عائلة، وأنا أعيش بهدوء وسلام في الجزيرة، أستقبل بعض أصدقاء العائلة ما بين فترة وأخرى، منهم من يقيم لأيام ومنهم من تمتد إقامته حوالي الشهر، أحاول أن أوفر لهم ما يحتاجون لأني أعرف الرحلة الشاقة التي مروا بها حتى وصول الجزيرة، رحلة محفوفة بالمخاطر الأخطاء فيها تعني الموت المحتم، كما حدث قبل أشهر، حيث غرق قارب على متنه العشرات قادما من لبنان بالطريقة ذاتها التي وصلت بها الجزيرة قبل سنين".

وأضاف محمود: "أعتقد أن آلية النقل (إلى ألمانيا) ستكون مفيدة، وستقلل الخطر أيضا على من يريد الوصول إلى أوروبا، فكرت سابقا بالذهاب، لكني كونت حياتي الخاصة هنا. الشرطة هنا لا تضايقني إن استقبلت أقاربي أو أصدقاء وقضوا عندي وقتا، وهذا جيد".

ويصف محمود الآلية الجديدة لنقل اللاجئين إلى ألمانيا بأنها قد تساعد السوريين الراغبين في مغادرة الجزيرة إلى أوروبا بعيدا عن المهربين وسلوك طرق خطرة خاصة في البحر، قائلاً: "أعرف الكثير هنا يرغب في الذهاب، لكنهم يخافون سلوك طرق التهريب".

الدفعة الأولى المكونة من 48 مهاجراً، وصلت إلى ألمانيا في 19 ديسمبر/ كانون الثاني، وفق تقرير نشره موقع "مهاجر نيوز" وهو موقع "يحارب الأخبار الزائفة التي يذهب ضحيتها المهاجرون حيثما كانوا يوجدون"، حيث نقل الموقع عن وزارة الداخلية القبرصية "أن نقل طالبي اللجوء جرى من خلال آلية تضامن تابعة للاتحاد الأوروبي، من أجل الانتقال الطوعي لطالبي اللجوء وإعادة توزيعهم".

وأوضح بيان الوزارة "هذه العملية هي الأولى من نوعها من ضمن سلسلة مشابهة سيجري تنفيذها خلال الأشهر المقبلة". وأضافت أن نقل طالبي اللجوء كان "بالتعاون مع دائرة اللجوء الأوروبية والمفوضية الأوروبية والمنظمة الدولية للهجرة والسلطات الألمانية"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي عمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء لتخفيف عبء الهجرة غير النظامية، وخاصة لدى الدول التي تعتبر "دول مواجهة".

 وأكدت الوزارة أن "ألمانيا قبلت نقل 500 طالب لجوء.. وهي تساهم في معالجة تحديات الهجرة التي تواجهها دول البحر المتوسط، وخاصة قبرص".

من جانبه يقول مفيد أبو ناجي لـ"العربي الجديد" كنت أعمل قبل انطلاق الثورة في سورية عام 2011، في قبرص اليونانية، ومع انطلاق الثورة عدت إلى بلدتي، بريف حمص، لكن بعدها بأشهر عدت إلى قبرص، حيث أقيم بشكل غير رسمي، سأحاول التوجه إلى أوروبا كي أقيم هناك، وأستطيع لم شمل أولادي وزوجتي، وهذه الآلية تختصر الكثير من التعب والخوف، وأرجو أن تطبق على الجميع".

المساهمون