سورية: وزارة التعليم تسمح للطلاب المفصولين لأسباب سياسية بالعودة إلى جامعاتهم

27 ديسمبر 2024
طلاب سوريون يتجمعون بالقرب من حرم جامعة دمشق، 15 ديسمبر 2024 (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدرت وزارة التعليم العالي السورية قراراً يسمح للطلاب المنقطعين منذ 2011 بسبب مواقفهم السياسية بالتقدم للعودة إلى الجامعات، مع استقبال الطلبات من 5 يناير حتى 6 فبراير.
- شهدت السنوات الماضية فصل آلاف الطلاب والمدرسين بسبب تأييدهم للاحتجاجات، واعتقال أكثر من 35 ألف طالب بين 2011 و2013، مما أدى إلى تجميد عمل "الاتحاد الوطني لطلبة سورية".
- يعبر الطلاب والأساتذة عن أملهم في العودة للجامعات، مثل ياسين الياسين وهدى الأحمد، لتحقيق أحلامهم بعد سنوات من الانقطاع.

أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال السورية، أمس الخميس، قراراً يتيح للطلاب المنقطعين عن الدراسة في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا بسبب مواقفهم السياسية منذ عام 2011 التقدّم بطلبات للعودة إلى قيدهم السابق في الجامعات العامة والخاصة على حد سواء.

وأعلنت الوزارة أن استقبال طلبات العودة سيبدأ اعتباراً من 5 يناير/ كانون الثاني القادم، ويستمر حتى 6 فبراير/ شباط، مُشيرةً إلى أن ذلك سيحصل وفق النموذج المعتمد لدى مجلس التعليم العالي، الذي يهدف إلى تنظيم العملية وضمان انسيابية العودة.

ولا تتوفر معلومات دقيقة حول أعداد المفصولين من الجامعات السورية، سواء من الطلاب أم من المدرسين، بسبب اتهامهم بتأييد الاحتجاجات ضد النظام السابق، لكن تقديرات تشير إلى أنهم بالآلاف. 

وفي عامي 2011 و2012، تحدثت مصادر من اتحاد الطلبة في سورية آنذاك عن فصل أكثر من مائة طالب، بين فصل نهائي وفصل لدورتين أو أربع دورات دراسية. وأوضحت أنّ قوائم الطلاب الذين يُفصلون تأتي أولاً من مكتب الأمن الوطني إلى رئاسة الجامعة، ومن ثم تقوم الأخيرة بتنفيذ قرارات الفصل.  

وزادت عمليات الفصل في السنوات التالية، خاصة مع تزايد تعاظم دور "الاتحاد الوطني لطلبة سورية" في قمع الاحتجاجات. وأكد تحقيق أجراه "المجلس السوري- البريطاني"، نشر في 18 يونيو/حزيران الماضي، تورط الاتحاد في مجمل عمليات القمع التي قام بها النظام السوري ضد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضده اعتبارا من ربيع 2011، بما في ذلك ملاحقة واعتقال وتعذيب الطلبة، أو تسليمهم إلى قوات الأمن، إضافة إلى فصلهم من الجامعة. ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" اعتقال أكثر من 35 ألف طالب وطالبة بين عامي 2011 و2013، وكثير من هذه الاعتقالات جرى عبر اتحاد الطلبة.

وفي السياق، أصدر عبد المنعم عبد الحافظ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال، يوم أمس الخميس، قراراً يقضي بتجميد عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية. وجاء القرار استناداً إلى قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية، إضافة إلى مقتضيات المصلحة العامة.


أمل متجدد في سورية

وقال ياسين الياسين البالغ من العمر 35 عاماً، لـ"العربي الجديد"، إنه كان طالباً في جامعة حمص في كلية العلوم قسم الفيزياء، وانقطع عن الدراسة أواخر عام 2011 بسبب الملاحقة الأمنية وخشية تعرضه للاعتقال، كونه يقيم في ريف حمص، والذهاب للجامعة أصبح صعباً بسبب انتشار الحواجز الأمنية، وتوقيفه عدة مرات من دون سبب. 

وقال الياسين: "بعد كل سنوات الانقطاع عن الجامعة، أتحضر للعودة مع بداية الفصل الدراسي الثاني، أو قد أتأخر أكثر كوني مقيماً في إدلب، كنت سابقاً عازباً، أما في الوقت الحالي فلدي ثلاثة أطفال، أريد أن أرمم بيت العائلة لأقيم فيه ومن ثم أذهب إلى الجامعة، وقد ترافقني زوجتي أيضاً، فهي حرمت من الدراسة وكثير من رفاقي أيضاً". وتابع: "كان الأمن منتشراً بشكل مكثف في الجامعة منذ بداية الثورة عام 2011، حتى إنهم اعتقلوا بعض الطلاب، كانوا يدخلون قاعات المحاضرات ويراقبون الجميع، وهذا بحد ذاته كان مرعباً، يمكن لخطأ واحد حينها أن يكون سبباً للاعتقال".

وتقول هدى الأحمد لـ"العربي الجديد"، وهي طالبة حقوق كانت تدرس في جامعة حلب قبل انقطاعها عن الدراسة عام 2011 بسبب اعتقال نظام بشار الأسد المخلوع عدداً كبيراً من الطلاب: "كان حلمي دائماً أن أكون محامية، ولكن الثورة والاعتقالات القمعية التي طاولت طلاب الجامعات جعلتني أهرب من مدينتي إلى إدلب، ثم هاجرت إلى تركيا بسبب القصف بحثاً عن الأمان. هناك، حاولت تجاوز ما حدث وأكملت دراستي في إدارة الأعمال بجامعة ماردين، وتخرجت بمعدل 90%. لكن حلمي الأول لم يغب عن بالي أبداً".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

وأضافت الأحمد: "قرار وزارة التعليم العالي فتحَ الباب أمامنا لاستئناف الدراسة يعيد لي الأمل. أطمح أن أعود إلى حلب وأكمل سنتي الأخيرة في كلية الحقوق، فهي ليست مجرد شهادة، بل حلم توقفت عنده حياتي. كما أتمنى لقاء أصدقائي بعد أن فرقتنا الحرب. العودة إلى الجامعة تعني بالنسبة لي بداية جديدة وحياة تعيد لي ما فقدته".


كما دفعت التحولات الأخيرة في سورية بعض أساتذة الجامعات السورية إلى العودة إلى جامعاتهم بعد اضطرارهم لمغادرتها بسبب مواقفهم السياسية. وسارع الدكتور أحمد جاسم الحسين، الكاتب والأستاذ الجامعي السوري المقيم في هولندا، إلى زيارة سورية، وقدّم طلباً للعودة إلى كلية الآداب في جامعة دمشق بعد غياب دام 11 عاماً. ونشر الحسين مقاطع مصورة على حسابه في فيسبوك لمراحل تقديمه طلب العودة ومباشرته العمل.

The website encountered an unexpected error. Please try again later.