سورية: معرض منتوجات نسيج في أعزاز بهدف تأمين فرص عمل للنساء

04 مارس 2021
تمّ عرض ما أنتجته السيدات مع انتهاء الدورة (العربي الجديد)
+ الخط -

نظّمت "رابطة المحامين السوريين الأحرار" بمشاركة "المبادرة السورية"، وهما مؤسستان مدنيتان في مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة، بريف حلب، شمال غربي سورية، دورة لتعلّم الحياكة والنسيج، ومعرضاً لعرض المنتجات، التي حاكتها النساء خلال فترة التدريب التي امتدت شهرين. 

كما تلقت المشاركات خلال الدورة، جلسات دعم نفسي لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي، والآثار النفسية المترتبة عليه، والطرق القانونية لتوثيق هذه الانتهاكات ومواجهتها قانونياً.

تقول مديرة مكتب الدعم النفسي والاجتماعي في "رابطة المحامين السوريين الأحرار"، ملك العبيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ المبادرة نظّمت بمشاركة "المبادرة السورية"، دورة في فنون حياكة الصوف وأشغال "الكروشيه"، للنساء في مدينة أعزاز، ضمن حملتها لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي.

وأوضحت العبيد أنّ الدورة التي تُنظّم لأول مرة، هي بمثابة مساحة آمنة، استقبلت 10 سيدات لمدة شهرين، تعلّمن خلالها فنون الحياكة وأشغال الكروشيه، وأنتجن ألبسة تمّ عرضها مع انتهاء الدورة. حضر المعرض مئات الأشخاص الذين أبدوا إعجابهم بعمل المشاركات، ومن المتوقع أن تعود هذه المنتجات بالنفع عليهنّ وعلى عوائلهن.

وأشارت إلى أنّ الدورة اختُتمت بجلسة عن طرق التسويق، أشرف عليها مختصّون بهدف تعريف المتدرّبات بأفضل طرق عرض المنتجات وتحقيق الربح والكفاية المادية لعائلاتهن، وكي يصبحن منتجات في المجتمع، الذي أصبحت فيه المرأة في كثير من الأحوال، مسؤولة عن الإنفاق على العائلة.

ولفتت إلى أنّه تخلّل الدورة جلسات توعية، وكانت هناك جلسات مفتوحة، للحديث عن المشاكل التي تواجه النساء في المجتمع السوري، وتوعيتهن قانونياً ودعمهن نفسياً. وأكّدت العبيد أنّ الجهات المنظمة تسعى لتوسيع التجربة، ونقل المعرض إلى أماكن أخرى في الشمال السوري.

رهام العلي، إحدى المستفيدات من الدورة تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ المشروع شكّل نقلة نوعية بالنسبة إليها. فقد أصبح لديها مصدر دخل بعد أن كانت فقدت ابنها ومعيلها خلال سنوات الحرب. وأشارت إلى أنّ الفائدة من جلسات الدعم النفسي كانت كبيرة جداً وبخاصة الجلسات المفتوحة، التي تحدّثت فيها السيدات عن مشاكلهنّ الحياتية ومعاناتهن ومتطلباتهن.

وأوضحت أنّ مثل هذه النشاطات تساعد السيدات على تخطي المصاعب التي واجهتهن، خاصة خلال السنوات الأخيرة. فكثير منهن فقدن زوجاً أو ابناً أو أخاً أو أباً، وجلسات الدعم النفسي وإعادة دمجهن في المجتمع هي أكثر ما تحتاج إليه هؤلاء السيدات.

وتقول مسؤولة تجمّع "ناجيات" في مدينة أعزاز، هدى أمّهان، لـ"العربي الجديد" إنّ "الحرب تركت إرثاً ثقيلاً على كافة فئات المجتمع، وخاصة السيدات، لذا نعمل في التجمّع على توثيق أسماء وتفاصيل ما تعرّضت له النسوة اللواتي يقبلن الحديث، ولديهن الرغبة بالخروج مما هن فيه".

وتضيف قائلةً إنّ التجمّع وثّق أسماء 62 سيدة تعرّضن للعنف، خلال السنوات الأخيرة، في مدينة أعزاز وحدها. بينما لا تزال هناك 50 حالة، يعمل التجمّع على التحقق من تفاصيلها، وأكّدت على أنّه "من الممكن أن تسهم مثل هذه الفعاليات في مساعدة هؤلاء السيدات لتجاوز الظروف التي يعشنها، والتي من الممكن أن توصلهنّ إلى العزلة والشعور بالنبذ من قبل المجتمع ومحاولة الانتحار".

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 2020، تقريراً خاصاً بالانتهاكات التي تتعرّض لها الإناث، أشار إلى توثيق ما لا يقلّ عن 11523 حادثة عنف جنسي بحق الإناث السوريات، ارتكب النظام 8013 منها، بينها 871 حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وارتكب تنظيم "داعش" 3487 انتهاكاً، في حين أنّ ما لا يقل عن 11 حادثة عنف جنسي ارتكبتها فصائل في المعارضة المسلحة، و12 على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

المساهمون