أكد "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، اليوم الخميس، أن عاصفة غبارية اجتاحت مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ"55" كم، شرقي محافظة حمص، عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، تسببت بعدة حالات اختناق لقاطني المخيم، لا سيما النازحين المصابين بمرض الربو.
وقال ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "العاصفة الغبارية أدّت إلى شلّ حركة السكان داخل مخيم الركبان"، مؤكداً أن "العاصفة تسببت بعدة حالات اختناق ضمن المخيم، بينهم أطفال ومرضى مصابون بالربو، كما تسببت أيضاً بإلحاق أضرار مادية كبيرة في بعض الخيام القماشية المُشيدة داخل المخيم ومنطقة الـ55".
وأوضح العلي أنّ "عاصفة مماثلة أقل رياحاً ضربت مخيم الركبان يوم الجمعة الماضي، ما تسبب بـ20 حالة اختناق داخل المخيم، وتهدم خيام قماشية وأخرى مبنية من الطوب".
وأشار إلى أن "6 عائلات نازحة، إضافة إلى 12 شخصاً، خرجت من مخيم الركبان إلى مناطق سيطرة النظام السوري، خلال شهر فبراير/شباط الماضي، بسبب تردي الأوضاع المعيشية داخل المخيم"، لافتاً إلى أن "أغلب الذين خرجوا إما بُغية تلقي العلاج أو بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي يمر فيه المخيم".
وشدد رئيس مجلس العشائر على أنّ "استمرار حصار قوات النظام وروسيا المخيم أدى إلى فقدان المواد الغذائية فيه وفي منطقة الـ55 كم، وخصوصاً الطحين، وارتفع سعر ربطة الخبز من 1000 إلى 1500 ليرة سورية، وكيس الطحين سعة 50 كيلوغراماً من 80 ألف ليرة سورية إلى 125 ألف ليرة سورية (40 دولاراً أميركياً)".
ولفت العلي إلى أن "عدد قاطني مخيم الركبان لا يتجاوز 4 آلاف شخص، جلهم من النساء والأطفال، حيث إنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية صعبة جداً بسبب الحصار المفروض من قبل روسيا وقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من جهة، وتوقف دخول المساعدات الأممية من الجانب الأردني من جهة ثانية".
ويرى العلي أن "روسيا بدأت قبل أسبوعين فرض حصار جديد على مخيم الركبان، وذلك من خلال منع إدخال مادة الطحين إلى منطقة الـ55 ومخيم الركبان، وذلك لزيادة الضغط على القوات الأميركية والتحالف الدولي الموجدة في قاعدة (التنف) العسكرية، بسبب الخلافات الأميركية الروسية الحاصلة في الملف الأوكراني، بالإضافة إلى إجبار الأهالي المقيمين في المنطقة على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام السوري".
ولم تنفذ "قوات التحالف" حتى الآن مطالب معتصمي مخيم الركبان، على الرغم من تقديم وعود بدراستها وتنفيذها خلال اجتماع جرى بين وفد عسكري من التحالف مع منظمي لجنة الاعتصام، في الـ10 من فبراير/شباط الماضي، حيث جرى الاستماع إلى مطالب اللجنة، التي نصّت على خمسة مطالب هي: "فتح ممرّ إنساني للمخيم من إحدى دول الجوار، سواء من الأردن أو العراق، من أجل إدخال المساعدات، وتأمين الغذاء، ودعم الطبابة وتحسينها، ودعم التعليم، وإيجاد فرص عمل لشبان المخيم وقاطنيه".