استمع إلى الملخص
- أكدت الشبكة أن المنهاج يسبب ضررًا نفسيًا للأطفال ويدفع الأسر للهجرة، حيث يروج لأفكار تعزز ثقافة العنف وتمجد شخصيات محددة، مما يتنافى مع القيم التربوية السليمة.
- طالبت الشبكة المنظمات الدولية، وخاصة اليونيسف، بالتدخل العاجل لإصلاح النظام التعليمي وضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للأطفال.
دعت شبكة "رصد سورية لحقوق الإنسان"، "الإدارة الذاتية" إلى إيقاف المنهاج التعليمي الذي فرضته في المدارس ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها، واستبداله بآخر يتوافق مع المعايير التعليمية المعترف بها دولياً. وأكدت في بيان صدر عنها، الخميس، أنّ المنهاج الحالي "لا يتماشى مع الأسس التربوية المتعارف عليها، كما يتضمن محتوى يُشجّع على العنف ويحرّض على حمل السلاح، مما يُهدّد مستقبل الأطفال في المنطقة".
وأوضحت الشبكة الحقوقية، أنّ المنهاج يحمل ضررًا نفسيًا على الأطفال، ويمتد ليكون من العوامل الرئيسية التي تدفع الأسر إلى الهجرة من المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية. وأضافت أن "المنهاج يُروّج لأفكار تعزّز ثقافة العنف وتمجد شخصيات محددة، وهو ما يتنافى مع القيم التربوية السليمة، ويتسبب بشعور متزايد لدى الأسر بأن مستقبل أطفالهم مهدد". وأفادت أن العديد من العائلات ترى في الهجرة السبيل الوحيد لضمان تعليم أبنائها في بيئات تعليمية تحترم حقوق الطفل، بعيدًا عن أي تأثيرات سلبية ناتجة عن الأجندات السياسية أو العسكرية.
ووفقًا للمصدر نفسه، فإن المنهاج الموضوع يحمل خرقًا للقوانين الدولية، "بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل التي تضمن حق كل طفل في الحصول على تعليم نوعي يساهم في بناء شخصيته بعيدًا عن أي تأثيرات سلبية أو تحريض على العنف"، مطالبة بإيقاف المنهاج فورًا والعمل على وضع منهاج تعليمي آخر يتماشى مع المعايير الدولية، ويضمن بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للأطفال.
ودعت الشبكة المنظمات الدولية المعنية، وخاصة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى التدخل العاجل للضغط على السلطات في شمال وشرق سورية بهدف إصلاح النظام التعليمي القائم، بما يخدم مصلحة الأطفال ومستقبلهم.
وفي السياق، أكد ياسر الفراتي (46 عامًا)، وهو مدرس في مدينة منبج، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن المنهاج مسيء بكل المعايير للعملية التربوية، في الوقت الذي يحمل فيه إساءة من الناحية التاريخية ومن نواحٍ أخرى، فهو لا يراعي تاريخ المنطقة والأعراف فيها ومعتقدات السكان.
وقال المدرس: "المنهاج يُركّز بشكل صارخ على تعاليم الديانة البوذية، وما تحمله من معتقدات، إضافة لتربية الأطفال على العنف بما أوردته هذه المناهج". مضيفًا: "بصفتنا مدرسين ندعو إلى منهاج متزن يوافق بين أخلاقيات ومعايير تربية الطفل ومعتقدات المنطقة، ويراعي معايير منظمة اليونيسكو والمعايير الدولية الخاصة بحماية الطفل. المنهاج الحالي ليس موضوعًا من قبل لجان مختصة مطلعة بدقة على أصول صياغة المناهج التربوية".
بدوره قال عكرمة الحميد، من سكان مدينة منبج، لـ"العربي الجديد": "المنهاج يُشجّع الأطفال على ترك الدراسة فعليًا، من خلال قصص مختلقة عن شخصيات في "قوات سوريا الديمقراطية"، من خلال حضهم على الالتحاق بها وترك الدراسة". أضاف: "لا نعرف كيف وضعوا هذه المناهج وكيف توصلوا لها، وهذا الرفض للمناهج يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار. نحن لا نريد مناهج تحرض أبناءنا على حمل السلاح، نريد لهم أن يحصلوا على تعليم متوازن". وفي سياق متصل، طرد الأهالي في المدينة لجان التوزيع الخاصة بتوزيع المناهج على المدارس، مؤكدين رفضهم لها، لما فيها من تأثير على تربية الأطفال والتعاليم التي اعتبروها دخيلة ضمن هذه المناهج.