سورية: "الشبيبة الثورية" جنّدت 49 طفلاً خلال عام 2022

26 يناير 2023
سوريون يتظاهرون بالقامشلي لرفض تجنيد الأطفال (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

جنّدت "الشبيبة الثورية" المرخصة لدى "الإدارة الذاتية" 49 طفلاً، وفق ما وثّقت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في تقريرها الصادر أمس الأربعاء، وذلك خلال عام 2022، ضمن مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية"، شمال شرقي سورية وفي حيي الشيخ مقصود والأشرفية ضمن مدينة حلب.

وذكرت المنظمة التي تُعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سورية ضد السوريين، وتعمل من أجل تحقيق العدالة والتغيير، أنها وثقت تورط الشبيبة الثورية "جوانن شورشكر"في تجنيد 27 من القاصرين والقاصرات من أصل 29، خلال النصف الأول من عام 2022. موثّقة أيضا 20 حالة تجنيد قاصرين وقاصرات خلال النصف الثاني من العام، حيث إن الشبيبة الثورية جندت 18 منهم على الأقل، ووثقت المنظمة ما لا يقل عن 49 حالة تجنيد للأطفال في مناطق الإدارة الذاتية خلال العام الماضي.

وعمليات تجنيد الأطفال تتركز في مدن منبج والقامشلي وعامودا وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، اللذين تسيطر عليهما الإدارة الذاتية، وتكاد تكون معدومة في المناطق ذات الطبيعة العشائرية بكل من الأجزاء التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية في محافظتي الرقة ودير الزور، وفق ما أكد الناشط الإعلامي أسامة أبو عدي لـ"العربي الجديد"، وذلك يعود للرفض العشائري والاحتجاجات التي تتبع عملية اختطاف أو تجنيد أي طفل.

وفي العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، اختُطف الفتى طارق محمد الحسن الذي يعاني من مشاكل في الدماغ وارتفاع في ضغط الدم، وهو من مواليد عام 2007، وفق ما أكد خاله أبو اليمان لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أنه كان يحضر لامتحانات الثانوية خلال العام الحالي، وأبلغ عائلته أنه ذاهب للبحث عن فرصة عمل في مجال الإعلام. وشوهد الفتى يدخل مركزا للشبيبة الثورية في مدينة منبج، وراجع أهله عدة نقاط لهم، دون أن يقدموا أي إجابة.

وقال: "راجعنا مركز الشبيبة الثورية، ومكتب الشكاوى والجريمة في منبج، ومكتب رعاية الطفل، والكل أخبرنا أنه غير موجود، لكننا علمنا من أشخاص أنهم شاهدوه يدخل مركز الشبيبة ولم يغادره، نحن متأكدون أنه لديهم".

وتستميل الشبيبة الثورية الفتيان والفتيات على حدّ سواء عن طريق تقديم إغراءات لهم، وفق ما أكد مصدر خاص في الحسكة لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن هناك مراكز تجنيد للشبيبة الثورية معروفة، مؤخرا، في كل من مدن القامشلي والقحطانية وعامودا، لكن أماكن تواجد الأطفال الذين يتم تجنيدهم لا تزال مجهولة في الوقت الحالي.

وتابع المصدر: "كما هو معروف تستخدم الشبيبة الثورية الكثير من الطرق لاستمالة الأطفال، عن طريق الصداقات وتكوين المجموعات الشبابية التي تهتم بالموسيقى والرقص والرحلات، إلى جانب القضايا التي تستقطب الأطفال والمراهقين وإغراءات أخرى، إضافة إلى تشجيع التدخين وتوفير السجائر لهم، واستغلال المظلومية الطبقية والعرقية لهؤلاء الأطفال، سواء الأكراد أو العرب".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأضاف: "التجنيد لن يتوقف طالما هناك قيادة منظمة فاعلة قائمة في جبال قنديل عائدة لحزب العمال الكردستاني، والموضوع لا يتعلق بقوات سورية الديمقراطية "قسد" أو "الإدارة الذاتية"، إنما قضايا تجنيد الأطفال تابعة لحزب العمال الكردستاني وأذرعه مثل الشبيبة الثورية المعروفة كرديا بـ"جوانن شورشكر".

وأكّدت المنظمة في تقريرها أن "حركة الشبيبة الثورية قامت بإغراء الأطفال بنشاطات وهمية بغاية استقطابهم إلى مكاتبها، لتخفيهم بعدها عن ذويهم، وتقوم بنقلهم خارج المنطقة للخضوع لدورات عسكرية، بهدف تجنيدهم في صفوفها".

المساهمون