استقال رئيس مركز الطبابة الشرعية لدى حكومة النظام السوري بحمص جورج صليبي، نتيجة الأخطاء الواردة في التقرير الأولي للطبابة الشرعية في حادثة مقتل الطفلة جوى استنبولي.
وجاء ذلك بعد إعلان فرع الأمن الجنائي في حمص عن إلقاء القبض على قاتل جوى يوم السبت الماضي.
وقال رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي لدى حكومة النظام زاهر حجو، إن "التقرير الأولي للطب الشرعي حول وفاة الطفلة جوى استنبولي وردت فيه بعض الأخطاء"، مؤكداً أنه "إثر تلك الأخطاء، قدم رئيس مركز الطبابة الشرعية في حمص الدكتور جورج صليبي استقالته"، بحسب إذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام.
وأوضح حجو أن "النقاط التي أُثير حولها الخلاف هي سبب وفاة الطفلة وتعرضها للاعتداء من عدمه"، مدعياً أن "التقرير الأولي الذي أعدّته اللجنة المختصة لم يستطع تحديد سبب الوفاة الدقيق وتأكيد أو نفي وجود اعتداء جنسي، لأن اللجنة لم تقم بالتشريح، وكان من المفترض أن تقوم اللجنة بالتشريح". وادعى حجو أن "اللجنة الأولية التبس عليها الكسر المتمادي الموجود على الجمجمة، فتوقعت أن يكون ناجماً عن ضربة على الرأس، ما أدى إلى الوفاة"، مضيفاً: "عندما عُرض التقرير على الهيئة العامة، تم ملاحظة الأخطاء ومخاطبة فرع الأمن الجنائي في حمص لاستخراج جثمان الطفلة وإجراء تشريح بسيط، وتبين أن سبب الوفاة هو صدمة أليمة مترافقة مع نزف بسبب الاعتداء الجنسي، إضافة إلى نقص الأكسجة الناجم عن الضغط على العنق وعلى الصدر، كما أوضح التشريح أن الكسر الذي أصاب الجمجمة حدث بعد الوفاة".فرع الأمن الجنائي بحمص : إلقاء القبض على قاتل الطفلة جوى استنبولي
— وزارة الإعلام السورية (@moi_syria1) August 20, 2022
وقال حجو، في حديث لوكالة "أثر برس" الموالية للنظام أمس الأحد: "من خلال الصور، وصلنا لمعلومات واستنتاجات، وتواصلنا مع فرع الأمن الجنائي منذ أول يوم وتبادلنا المعلومات والأفكار حول الجريمة. لم يكن بإمكاننا التصريح بأي معلومات احتراماً لسرية التحقيق على الرغم من توصلنا لاستنتاجات وقناعات بأكثر من 90 في المائة تتوافق مع اعترافات المتهم".
وأضاف: "قمنا بفحص دقيق ومركز بعد استخراجها من القبر ووصلنا إلى استنتاجات حول سبب الوفاة، وزمن الوفاة وعن وجود اعتداء جنسي، وتأكدنا من الموضوع، وتوصلنا لقناعة مطلقة بتتالي الأحداث وتوافقها مع اعترافات المتهم".
وعثر الأهالي في 18 أغسطس/ آب الجاري داخل حي المهاجرين بالقرب من مقبرة تل النصر في مدينة حمص على جثة الطفلة جوى استنبولي مقتولة ومرمية في مكب للقمامة.
وانتقد الكثير من الموالين إعلام النظام السوري وطريقة تعاطيه مع قضية الطفلة جوى بعد إعلان وزارة الداخلية بحكومة النظام إلقاء القبض على قاتل جوى يوم السبت الماضي.وأثارت اعترافات القاتل التي بثها التلفزيون السوري سخطاً وغضباً من دون مراعاة الكلمات التي تلفظ بها خلال الفيديو، والتي اعتبروها "خادشة للحياء"، لا سيما وأن التلفزيون حذف فيديو الاعترافات نتيجة سيل التهم والانتقادات في التعليقات حول القضية. كما أن وزارة إعلام النظام اعتذرت عن نشرها اعترافات قاتل جوى، وهو يتلفظ بكلمات جارحة إباحية، وسط مطالبات باستقالة وزير الإعلام.