سرقة كابلات ومحوّلات الكهرباء ظاهرة جديدة في السويداء جنوب سورية

17 نوفمبر 2021
تؤدي السرقات إلى حرمان الأهالي من خدمات الكهرباء (Getty)
+ الخط -

بدأت ظاهرة سرقة الأملاك العامة في السويداء جنوب سورية، الواقعة في مناطق سيطرة النظام، تتفشّى في مختلف أرجاء المحافظة، الأمر الذي يزيد من سوء الخدمات المقدمة في المنطقة، في ظل تدهور الواقع الاقتصادي والمعيشي، دون اتخاذ أي إجراءات من قبل الضابطة العدلية لوقف مثل هذه الممارسات.

وأفاد مصدر مطلع من مديرية النقل في محافظة السويداء الواقعة غربي المدينة، "العربي الجديد"، بأن "المديرية لم تستطع اليوم تقديم خدماتها للمواطنين بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت عنها، في حين كان عشرات المواطنين ينتظرون إنجاز معاملاتهم إلى أن تم اكتشاف سبب العطل وهو سرقة كابلات الاتصال الرئيسية، والتي لا نعلم إلى متى ستبقى مقطوعة". 

وقال مدير فرع الاتصالات بالسويداء حازم الشوفي، في تصريح لصحيفة محلية، إنه تمت سرقة الكابل 100 زوج وبطول 80 متراً التابع لمركز هاتف بلدة ولغا، ما أدى إلى قطع الاتصالات عن المديرية، لافتاً إلى أنها السرقة الرابعة خلال أربعة أيام متتالية حيث تم كذلك قطع الكابل الضوئي المغذي لمركز هاتف نجران مما أدى إلى خروج بلدة نجران بالكامل عن الخدمة. 

وأضاف: "كما تم قطع الكابل الضوئي المغذي لبلدتي قنوات ومفعلة، الأمر الذي أدى إلى خروج 5 آلاف مشترك عن الخدمة، علماً أنه تمت إعادة الاتصالات في اليوم نفسه، وكذلك قطع كابلات رئيسية في مركز السويداء الثاني سعة 1800 زوج عدد اثنين ما أدى إلى خروج أكثر من 3 آلاف مشترك عن الخدمة والعمل جارٍ لإعادة الاتصالات ضمن المركز". 

وتحدث مدير الفرع عن تعرض شبكة الاتصالات في مناطق مختلفة من المحافظة للسرقة، حيث ضبطت الشرطة منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه 96 سرقة تسببت بقطع الخدمة الهاتفية عن آلاف المشتركين على ساحة المحافظة، موضحاً أن السرقات طاولت كابلات نحاسية وبطاريات، إضافة لتعديات بالقطع على كابلات ضوئية. 

كما حرم عشرات آلاف المدنيين المقيمين في مدينة شهبا ومحيطها، في الريف الشمالي للمحافظة، من الاتصالات الخلوية شبكة "سيريتيل" في وقت سابق من الأسبوع الجاري لأكثر من ساعتين، تبين أن السبب هو تعرض برج الاتصالات للسرقة. 

وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في المحافظة، تزداد وتيرة هذه الممارسات، ومنها سرقة المحولات والكابلات الكهربائية، كان آخرها سرقة محولات بقيمة 100 مليون ليرة (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 3400 ليرة)، من تجمع آبار بلدة صلاخد في الريف الغربي للمحافظة. 

من جانبه، قال الناشط أبو جمال معروف (اسم مستعار لأسباب أمنية)، لـ"العربي الجديد": "من يقومون بتلك السرقات، لا يعلمون قيمة ما يسرقونه والأثر السلبي الذي ينعكس على أهالي المحافظة، فالهدف الرئيسي لهم هو الحصول على الأسلاك النحاسية التي تباع بأسعار بخسة، فمحول بعشرات الملايين يتم تخريبه واستخراج النحاس منه ليباع ببضع مئات آلاف الليرات".    

ولفت إلى أن "عملية سرقة المحول في منطقة آبار صلاخد، أخرجت عددا من الآبار عن الخدمة في وقت تعاني المنطقة من أزمة نقص في المياه"، مبينا أن "السبب الرئيسي للتمادي هو عدم وجود حراسة على تلك المناطق، وامتناع الضابطة العدلية عن متابعة تلك التعديات والقبض على المعتدين، الأمر الذي يشجع على تنفيذ المزيد من الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة".     

ولم يتبق إلا أن يتصدى الأهالي لمثل هذه الاعتداءات، كما حدث في وقت سابق من الشهر الجاري في بلدة العفينة، حيث أفادت مصادر محلية من البلدة، بأن "الأهالي ألقوا القبض على عدة أشخاص أثناء محاولتهم سرقة محول بير قرية العفينة". 

يشار إلى أن وسائل الإعلام المحلية، وثقت خلال الأشهر الأخيرة حدوث العديد من عمليات سرقة الكابلات والمحولات الكهربائية، وخاصة المخصصة لآبار المياه، إضافة إلى أبراج اتصال خلوي، وخاصة المدخرات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية".     
 

المساهمون