سجناء "مخصوص" في مصر يشكون الإهمال الطبي والتعنت

02 اغسطس 2023
الانتهاكات تكثر في السجون المصرية (Getty)
+ الخط -

في رسالة جديدة مسرّبة من داخل أحد السجون المصرية، اشتكى نزلاء في سجن مخصوص شديد الحراسة بالمنيا، من انتهاكات عدّة، أبرزها الإهمال الطبي المتعمّد والتعنّت في ضمان حقوق السجناء.

ووصف سجناء في سجن مخصوص شديد الحراسة بالمنيا شمالي صعيد مصر، الانتهاكات التي يتعرّضون لها، وذلك في رسالة الاستغاثة التي حصل عليها مركز الشهاب لحقوق الإنسان. وحكى هؤلاء عن "تردّي الأوضاع الإنسانية"، وذكروا "التضييق، وسوء المعاملة، والإهمال الطبي، ومنع كلّ أشكال المعرفة (من خلال) منع الكتب، ومنع أبسط حقوق الإنسان وهي الهواء والشمس، والتعسّف في التفتيش وبعثرة محتويات الزنزانة وإفسادها (التسبّب في تلفها)"، لافتين إلى أنّ التفتيش قد يصل إلى "حدّ الأذى النفسي والبدني".

كذلك، اشتكى السجناء من ضيق مساحة الزنازين التي لا تتجاوز مساحة الواحدة منها مترَين بمترَين والتي يشغلها ثلاثة أو أربعة أفراد، الأمر الذي يدفع هؤلاء في أوقات كثيرة إلى النوم في أوقات متعاقبة "بسبب ضيق المكان، بالإضافة إلى عدم توفّر إضاءة نهائي في داخل الزنزانة".

وتأتي هذه الرسالة لتُضاف إلى جملة استغاثات راحت تُسرَّب تباعاً من سجون مصرية مختلفة، في الفترة الماضية، علماً أنّ الرسالة الأخيرة المسرّبة قبل هذه هي من سجن بدر 3، وتكشف عن تهديدات قيادات بجهاز الأمن الوطني بتحويله إلى "غوانتانامو مصر".

وبحسب ما جاء في رسالة سجناء بدر 3 الأخيرة، في 30 يوليو/ تموز المنصرم، فإنّ "السجناء علّقوا لافتات أمام كاميرات المراقبة يطالبون فيها بزيادة مدّة الزيارة ودوريتها مثل باقي السجون"، وكذلك بالسماح لهم بـ"الالتقاء المباشر بذويهم" خصوصاً، لافتين إلى أنّ كثيرين منهم لم يروا أهاليهم لمدّة تزيد عن خمسة أعوام". أضاف هؤلاء أنّ "أكثر من 50 سجيناً ما زالوا في قطاع 2، والذي يُطلق عليه قطاع قيادات الإخوان"، وهم ممنوعون كلياً من الزيارة أو من إدخال أهاليهم أيّ أطعمة لهم، إلى جانب الاستمرار في منع تواصلهم مع أيّ شخص في داخل السجن.

وقبل ذلك، في 28 يوليو المنصرم، سرّب نزلاء في سجن الوادي الجديد رسالة أفادوا فيها بأنّهم يتعرّضون لانتهاكات عدّة، من بينها أنّ السجن في قلب الصحراء يبعد ستّ ساعات عن أقرب قرية أو مركز، فيما يعاني المسجونون من شتّى أنواع التعذيب البدني كما النفسي.

وشرح هؤلاء السجناء أنّ "دخول السجن يبدأ بالاستقبال (التشريفة)"، من خلال "الضرب المبرح على يد المخبرين وعساكر الأمن، مع السبّ والقذف والكرابيج. وتؤدّي التشريفة إلى حالات إغماء من شدّة الضرب المستمرّ ساعات عدّة. ويدخل المسجون بعد ذلك إلى التأديب، وهو غرفة انفرادية مساحتها متر في مترَين، بالملابس الداخلية فقط بلا حمّام أو مياه". وأضافوا أنّ "المسجون قد يبقى في التأديب أشهراً أو سنة أو سنوات عدّة. ويُسمح بدخول فقط كيس مياه قرابة لتر ورغيف خبز واحد يومياً. ويتسلّم المسجون فيه (التأديب) كيساً لقضاء الحاجة، من دون أيّ شيء آخر".

وفي 26 يوليو المنصرم، اشتكت نزيلات سجن النساء الجديد بالعاشر من رمضان من انتهاك خصوصياتهنّ وحرماتهنّ، إذ إنّ ثمّة كاميرات مراقبة مشغّلة على مدار الساعة، الأمر الذي يجعلهنّ تحت ضغط نفسي شديد فيما تُقيَّد حركتهنّ.

أمّا في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، فقد هدّد نزلاء في سجن أبو زعبل بمحافظة القليوبية، بتنظيم إضراب عام بسبب الاكتظاظ الزنازين وتزايد الانتهاكات في حقّهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ شهر إبريل/ نيسان الماضي شهد أكبر عدد من الرسائل المسرّبة من السجون المصرية، وذلك بعد انتشار مجاولات الانتحار فيها، لا سيّما من سجن بدر 3 الذي تمكّن سجناء سياسيون فيه من تسريب نحو أربع رسائل تكشف الأوضاع والانتهاكات في داخله.

المساهمون