سابقة في تونس: صفر في مادة الإنكليزية يحيل أستاذة إلى القضاء

04 نوفمبر 2021
أحيلت الأستاذة للقضاء بعد منحها صفراً لتلميذ لم ينجز واجبه (Getty)
+ الخط -

في سابقة في تونس، تمثُل أستاذة مادة اللغة الإنكليزية أمام القضاء، بعد منحها صفرا لتلميذ لم ينجز واجبه، ووجّهت لها تهم من بينها سوء معاملة قاصر والعنف اللفظي الذي كان له تأثير سلبي على نفسية التلميذ.

وفي التفاصيل، أكد الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية، فريد جحا لـ "العربي الجديد "، أن عائلة تلميذ تقدّمت بشكاية لدى وكيل الجمهورية بالمهدية حيث قالت إن ابنها الذي يعاني من مشاكل صحية وتستوجب حالته متابعة خاصة في القسم، تعرض لمضايقة من أستاذته على خلفية تقييم في مادة، ويبدو بحسب العائلة أن الأستاذة استهزأت بالتلميذ ما أثر على نفسيته، وأن التلميذ بعد عودته للبيت حصل له نوع من الشلل في الوجه، وأذنت النيابة العمومية بالمهدية بفتح بحث في الموضوع.

وأضاف جحا، أنّ الفرقة المختصة في الجرائم ضد المرأة والطفل تعهدت بالبحث في الموضوع وبعد إتمام الأبحاث مثلت الأستاذة أمام النيابة العمومية بحالة سراح وتمت إحالة القضية إلى الدائرة الجناحية بمحكمة المهدية لمقاضاتها من أجل سوء معاملة قاصر، وقررت المحكمة أمس تأجيل القضية إلى جلسة 26 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري استجابة لطلب المحامين.

وقالت الأستاذة فاتن بن سلامة، إنّها عُرضت على فرقة مقاومة الإجرام ضد المرأة والطفل بتهم عديدة من بينها سوء معاملة قاصر وإسناد صفر  للتلميذ، في حين أنها أسندت ملاحظة "رديء جدًا"، رغم أنه لم يقع إعلامها بأن الطفل يعاني من نقص في النظر سابقا، مؤكدة في تصريح إذاعي، أنها اتهمت بممارسة العنف اللفظي على التلميذ.

وأكدت بن سلامة، أنها تمارس التعليم منذ 27 سنة، ولم تتصور يوما التعرّض لمثل هذا الموقف، مشيرة إلى أنه تم التشهير بها.

وأثارت الحادثة جدلاً واسعا في تونس، وعدة ردود على شبكات التواصل الاجتماعي بين مساندين للأستاذة ومدافعين عن التلميذ.

وكتب الأسعد نجار، "في قضية الأستاذة فاتن بن سلامة أرى بعض الدوائر الشاغرة التي ينبغي أن تتوضّح لتكون الصورة جليّة للجميع.. أوّلا: هل وقع تحقيق إداري صلب المؤسسة التربوية من أجل ضبط الحيثيات بدقة؟ ثانيا: هل اكتفى زملاء الأستاذة ونقابتها الأساسية فضلا عن الفرع الجامعي بالمهدية بالمتابعة نزولا عند رغبة الأستاذة في عدم تدخل أي طرف؟ ثالثا: هل يحق للأستاذة وهي تتعرض لهذه المظلمة أن تحيّد زملاءها ونقابتها وأن تخوض "المعركة" وحيدة مثلما وصّفت هي الأمر في مداخلة إذاعية؟ بمعنى هل المسألة تعنيها في ذاتها أم هي مسألة رأي عام تخص قطاعا بل مجتمعا بأسره؟ّ".

وأضاف متسائلا في النقطة الرابعة "ما موقف المندوبية الجهوية للتربية بالمهدية ووزارة التربية بمصالحهما القانونية المختصة؟ خامسا: في حال ثبت أن جوهر القضية صفر أو ملاحظة في كراس تلميذ هل يكون بيان الجامعة العامة كافيا أم هو تنصّل من مسؤولية الدخول في هذا الظرف السياسي في معركة حقيقية هي معركة كرامة المربي واستقلالية العملية البيداغوجية عن أي تأثير خارجي بعنوان النفوذ أو المال.

 

وأصدرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي بيانا، اليوم الخميس، أكدت من خلاله متابعتها لقضية الأستاذة فاتن بن سلامة، وأن من حق كل شخص اللجوء إلى القضاء ولكن دون أن يصبح ذلك مطيّة يركبها البعض للتنكيل بالمربين وجرّهم إلى المحاكم، على خلفية عدم رضا هؤلاء على ما يقدمه المدرسون، وفق المقتضيات الإدارية والقانونية والبيداغوجية المتعلقة بمهنتهم.

ودعت الجامعة، القضاء، إلى الانتصار لمدرسة يقوم فيها المدرس بعمله دون ضغوطات وتهديدات.

وقالت الكاتبة العامة المساعدة بالجامعة العامة للتعليم الثانوي، روضة عيفة، في تصريح لـ" العربي الجديد "إن الخطير في هذه الحادثة تدخل القضاء والأولياء في شأن بيداغوجي وتربوي بحت، مؤكدة أن لديهم ثقة في القضاء، ولكن إسناد صفر الذي يعتبر تقييما تكوينيا يصبح مدعاة للجوء للقضاء، هو أمر خطير جدا "، مبينة أن "المربي لن يكون قادرا على القيام بدوره".

وأوضحت عيفة أن "الأعداد تسند من صفر إلى عشرين وهناك آلاف الأصفار التي تسند للتلاميذ، فهل ستتم مقاضاة الأساتذة على ذلك"، مبينة أن" المتفقدين يراقبون التجاوزات البيداغوجية أو التظلم لدى المدير أو المندوبية الجهوية وليس القضاء"، مشيرة إلى أنه حضر نحو 22 محاميا مع عائلة التلميذ فقط لأن خالته محامية وكأن هناك نوعا من المساندة القطاعية ضد الأستاذة إلى جانب التشويه" .

وبينت أن" المربين يتعرضون لعدة ضغوطات واعتداءات بالعنف خاصة خلال هذا العام من قبل أولياء الأمور وحتى خارج المدارس، مضيفة أن يصل الأمر للقضاء فهذا غير مقبول".

المساهمون